قال السيد حسن أوريد، الكاتب والباحث والروائي المغربي، إن المثقف لاينبغي أن يكون تابعا، بل مستقلا لخدمة بلده ومجتمعه ودولته، مشيرا في نفس الوقت إلى أن المثقف لايمكن أن يعطي من دون استقلالية ومعرفة موضوعية وشجاعة أيضا.
وأوضح أول ناطق رسمي سابق باسم القصر الملكي، في تاريخ المغرب السياسي المعاصر، لدى استضافته من طرف الإعلامي المصري خيري رمضان، في برنامج ” ممكن” على الفضائية ” سي بي سي”، أن العالم العربي محتاج إلى هذه النوعية من المثقفين الذين يطرحون الأسئلة، ويفسرون الواقع بنظرة موضوعية، ويستشرفون أفاق المستقبل.
وفي جواب له عن سؤال بشأن ظروف اختياره لمنصب الناطق الرسمي سابقا باسم القصر الملكي، ذكر بأنه كان زميلا لولي العهد، أثناء الدراسة في المدرسة المولوية، مضيفا أن ثمة اعتبارات ذاتية وموضوعية كانت وراء تعيينه في هذه المهمة، إضافة إلى مهام أخرى.
للمزيد:لقاء خاص مع الأستاذ حسن أوريد : المثقف والسلطة
وكان واضحا أن أوريد لم يكن يرغب في التوقف مطولا عند هذه التجربة، بدليل أنه قال لمقدم البرنامج :” لاأعتقد أنه من المهم التوقف عند الأسباب أو الملابسات المتعلقة بهذا الموضوع،” قبل أن يرد على سؤال آخر في نفس السياق :” لقد وجدت قاعدة خلفية هي الثقافة، ولم أزهد في السياسة، ولا في السلطة، لكنني عاودت حساباتي “، على حد تعبيره.
ولدى تطرقه لمسار الإسلام السياسي في الوطن العربي، ألح أوريد على ضرورة فصل الدين عن السياسة، مشددا على القول ، إنه هنا لا يتحدث “عن الإسلام كدين محترم ومقدس يعبر عن عبقرية أمة ووجدانها، لكن توظيف الدين في السياسة ألا يؤدي إلى تناقضات وكوارث وعنف..؟”
إقرأ أيضا:حسن أوريد ل” مشاهد”: لا أفكر في تأسيس أي حزب أو جمعية في المغرب
وفي هذا اللقاء التلفزيوني، وردت على لسان أوريد أكثر من مرة كلمة “ضرورة فصل الدين عن السياسة”، ملحا على عدم المزج بينهما، ” فالسياسة يجب أن تبقى بعيدة عن الشأن السياسي، وهذا ما قلته مؤخرا في كتاب جديد عن مأزق الحركة الإسلامية”، انطلاقا من دراسة لتجربة المغرب، من خلال حزب العدالة والتنمية.
وذكر أوريد أن هذا الحزب ما فتيء في البداية يقدم نفسه كحزب إسلامي من خلال ارتباط بعض أعضائه بأدبيات سيد قطب، قبل أن يغير خطابه باعتباره حزبا ذا مرجعية إسلامية، رغم ما في هذا الأمر من تناقضات بين أقواله وما يصدر عنه، داعيا إياه إلى أن يبقى، فقط، حزبا سياسيا محضا.
حديث أوريد حفل بأراء أخرى حول علاقة الغرب بالعرب ومواجهة الإرهاب، وقال إن المقاربة الأمنية ليست كافية، ولا بد من كسب رهان التنمية، ملمحا إلى أنه يرفض مصطلح ” صدام الحضارات”، وأن المعركة الحقيقية بالنسبة له، هي التكنولوجيا والاقتصاد.