“ذي غارديان”: الانقلابات والإرهاب ثمرة حرب الناتو في ليبيا

تعليقا على الأحداث الدامية التي تشهدها ليبيا منذ حوالي أسبوع، نشر الكاتب سوماس ميلن مقالا بصحيفة “ذي غارديان” البريطانية اعتبر فيه أن ما تشهده البلاد من انقلابات وأعمال إرهابية هي ثمرة تدخل الناتو في الثورة المسلحة ضد نظام القذافي عام 2011.
الكاتب يرى أن تدخل الناتو ساهم بشكل في الوضع الذي تعيشه البلاد اليوم، بالرغم من كل ما تم تسويقه بخصوص حماية المدنيين وإسقاط نظام الطاغية وتفادي حدوث كارثة إنسانية وأن العملية مضمونة النجاح وأنها تختلف عن التدخل في العراق وأفغانستان والوعود المقدمة بالوقوف بجانب ليبيا على طول الخط.
بعد مرور ثلاث سنوات ها هي ليبيا، يقول ميلن، تتجه نحو الحرب الأهلية، في الوقت الذي يشن فيه اللواء خليفة حفتر، المرتبط بوكالة الاستخبارات الأمريكية حسب زعم الكاتب، عملية عسكرية بدعوى إنقاذ البلاد من “الإرهابيين” والإسلاميين.
وقوع البلاد تحت سيطرة الميليشيات التي تملك قوة أكبر من السلطات الرسمية، ودخولها في دوامة المواجهات وتعدد الأطراف المتورطة يهدد بجعل الصراع ينتشر على نطاق أكبر بسرعة كبيرة.
وجب التذكير أيضا، يشير الكاتب، إلى أن المواجهات الحالية ما هي إلى آخر فصول الاضطرابات الأمنية التي تشهدها البلاد منذ “تحريرها”، واللائحة طويلة من التفجيرات والاغتيالات وعملية الاختطاف التي لم يسلم منها حتى رئيس الوزراء، والسيطرة على موانئ النفط من قبل المسلحين وطرد 40 ألف ليبي من العرقية السوداء من ديارهم وقتل المدنيين المحتجين في شوارع طرابلس، وهي كل أحداث تم تجاهلها من طرف الدول الكبرى التي تدعي أنها ذهبت للحرب في ليبيا من أجل حماية المدنيين.
“في الحقيقة، الغرب اغتنم الفرصة للتدخل في ليبيا من أجل إحكام قضبته على انتفاضات الربيع العربي”، يقول سوماس ميلن. الإطاحة بالنظام كانت تعني غياب بديل سياسي وعسكري بإمكانه شغل الفراغ الذي تركه، وها هي البلاد تغرق في دوامة العنف وما يزال الآلاف معتقلين من دون محاكمة ومؤسسات الدولة تواجه شبح الانهيار.
اللواء حفتر يستفيد من دعم الإمارات والسعودية، تماما مثل نظيره في مصر، المشير عبد الفتاح السيسي، الذي قتل وسجن إسلاميي مصر، حيث لا يرغب البلدان الخليجيان في رؤية هذا البلد الغني بالنفط يقع تحت قبضة الإسلاميين.
آثار تدخل الناتو في ليبيا، يرى كاتب المقال، لم تنحصر في ليبيا بل تشمل منطقة الساحل برمتها بعد فوضى السلاح التي خلقتها الحرب. هذا السلاح انتهى به المطاف في أيد جماعات متفرقة تخلق مشاكل لبلدانها سواء كانت في مالي أو نيجريا.

اقرأ أيضا

حدث في 2024.. السياحة المغربية تحقق أرقاما تاريخية وتطمح لتصبح أفضل الوجهات الدولية

عرفت سنة 2024 أرقاما قياسية على مستوى السياحة الوطنية، متجاوزة فترة مابعد كورونا التي أثرت …

إغلاق أسوأ حديقة حيوانات في بريطانيا

ستغلق إدارة حديقة حيوان ساوث ليكس سفاري كمبريا البريطانية، أبواب الحديقة نهاية العام الجاري، والتي …

شركة تجميل تطرد جميع موظفاتها بشكل تعسفي.. ما القصة؟

واجهت شركة هندية ناشئة في مجال التجميل، تدعى “نعم سيدتي- yes madam”، مقرها نويدا، غضباً …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *