بالأمس القريب، زار وفد كبير من حزبه بنكيران في قلب بيته، للتودد إليه لإقناع مستشاريه بالتصويت لصالح مرشحهم، وقبلها، قبل عدو الأمس أيضا أن يقدم له ولحكومته المساندة النقدية، نكاية في المعارضة التي كان في صفها. يبدو أن خيوط هذه القصة تعكس جليا عمن نتحدث.. إنه حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، الذي غير مواقفه تجاه غريم الأمس عبد الإله بنكيران وحزبه بـ180 درجة. هل هذا التحول مرده أن شباط يعترف بخطأ انسحابه من الحكومة؟ أم أن الرجل فقد جميع أوراقه ويبحث عن أي شيء يشفع له الاستمرار في قيادة بيت الاستقلال؟ هل تصويت مستشاري العدالة والتنمية لصالح الاستقلال رسالة قوية لهذا الحزب لبداية صفحة جديدة معه؟
الكل شاهد القيادي الاستقلالي عبد الصمد قيوح، عندما ذهب مهرولا عقب ظهور نتائج انتخابات رئاسة مجلس المستشارين، صوب مستشاري العدالة والتنمية، للثناء على موقفهم الذي نعته بالرجولي، بعد وفائهم بالتصويت لصالحه، فبسببهم حصل قيوح على 56 صوتا، أي بفارق صوت واحد عن حكيم بنشماس، الذي حصل على 57 صوتا. من كان يتصور ذلك؟ يتسائل المتتبعون السياسيون. فبالأمس القريب كان هذا المجلس الموقر، حلبة كبيرة للصراع والتراشق بين حزبي العدالة والتنمية، والاستقلال.
يرى محمد الفتوحي أستاذ العلوم السياسية، في تصريح لـ”مشاهد24″، أن حزب الاستقلال، لم يحسب جيدا قرار انسحابه من الحكومة في السابق، وخسر الكثير من وراء تلك الخطوة، موضحا أن هذا الحزب يبحث الآن عن صفحة جديدة مع حزب العدالة والتنمية لخدمة مصالحه، فالسياسة ليس فيها عدو ولا حبيب”
إقرأ أيضا: بعد الباكوري قياديين إستقلاليين ببيت بنكيران.. وهذه هي الأسباب
وأردف الفتوحي، أن أمين عام حزب الاستقلال، “لديه مشكلة حقيقية في استغلال الفرص، بدءا من المشاركة في الأغلبية التي كانت ستعطي له استقرارا مهما على مستوى الداخل، في حين خلق قرار الانسحاب توترا وتصدعا داخل بنية الحزب”، مردفا أن شباط “دائما ما يميل إلى القرارات التي يغلب عليها الطابع الشخصي”.
ويرى أستاذ العلوم السياسية، أن الإعلان عن التموقع في المساندة النقدية، وهو المسار الذي اتخذه حزب الاستقلال، يمكن أن يجنبه هذه الوضعية المزرية التي بات يعيشها، والتي أثرت على اعتباره حزبا “تاريخيا”. مؤكدا أن القرار هو بمثابة إعلان متأخر عن خطأ شباط حينما قرر الانسحاب من الحكومة.
من جانبه يرى العديد من الملاحظين السياسيين، أن حزب العدالة والتنمية يعيش نشوة ما بعدها نشوة في هذه الآونة، سيما بعد إقدام حزب غريمه الاستقلال بالتنازل والرضوخ للأمر الواقع. فزيارة وفد من الاستقلال لبيت بنكيران تتضمن إشارات قوية على المكانة التي بات يتمتع بها حزب “المصباح” في المشهد السياسي المغربي.
للمزيد: في انتظار الحسم في استقالة شباط..أي مسار لإعادة ترتيب البيت الاستقلالي؟