أصبح المستقبل السياسي لحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، موضع تساؤل، منذ سقطته المدوية وانهزامه في قلعته الانتخابية بمدينة فاس، التي كان يشغل منصب عموديتها.
الكثيرون يطالبون برأسه، لكنه يبدي حتى الآن، مقاومة شرسة، فهو، وحسب بعض المتتبعين، ليس من النوع الذي تسهل الإطاحة به من قيادة أعرق حزب في المغرب، وذهبت بعض الاستنتاجات إلى حد القول إنه قد يلتجيء إلى ” سياسة الأرض المحروقة”..
الأستاذ محمد الخليفة، القيادي والوجه الاستقلالي المعروف، وزير الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي سابقا، في حكومة إدريس جطو، سنة 2002، لا يخفي توجسه من شباط، نظرا لمعرفته عن قرب بمسار شباط، وباستحضار حوادث مدينة فاس سنة 1990.
الخليفة، وكغيره من الغاضبين على شباط، مثل ” تيار بلا هوادة” طالبه في تصريح لموقع ” مشاهد 24″، ب” الاستقالة” للوفاء بوعده، أمام الرأي العام، مادام ” قد خسر رهانه خسرانا مبينا، ولم يستطع حتى الفوز في مدينة فاس، وتلك رسالة واضحة، مفادها أن الشعب لايريده على رأس الحزب”، على حد تعبيره.
ولم يتردد المتحدث ذاته في وصف ماحدث في مؤتمر الحزب في الصخيرات، سنة 2013 ب” المؤامرة”، التي أدت إلى تحويل مساره السياسي، مما جعله ” طيعا، في يد البعض يفعل به ما يشاء، حتى غدا حزبا شعبويا، وجلب علينا كل الويلات”.
في ظل هذا الخضم، وبعد بروز معطى جديد يتعلق بالتجاذب بين وزارة الداخلية والحزب، على خلفية موضوع ” ابتزاز الدولة”، الذي اعتبره شباط ” كلاما خطيرا”، يطل هذا السؤال برأسه:” ما هو الحل لإعادة ترتيب البيت الاستقلالي؟”
الخليفة يجيب :” لست جاهزا لتقديم الحل، لكنني أرى أن الأمر يجب أن يكون متوافقا عليه بين جميع أبناء الحزب، الذي سوف يكون بخير عندما سيصبح بين أيادي قيادة يحترمها الشعب المغربي”، وفق قوله.
إلى ذلك، حاول موقع ” مشاهد 24″ تسجيل وجهة نظر بعض قياديي حزب ” الميزان”، وضمنهم السيد عادل بنحمزة، الناطق الرسمي باسم الحزب، ولم يتمكن من ذلك، رغم تكرار محاولة الاتصال.
شباط، وفي آخر ظهور له، اول أمس في المركب الاجتماعي عبد الحفيظ القادري بطريق إموزار فاس، حيث جرى “تكريمه” من طرف المجلس الوطني للجامعة الحرة للتعليم، “على ما قدمه لاتحاد العام للشغالين بالمغرب في ولايته”، دعا إلى ضرورة “توحيد الصفوف” لمواجهة ما وصفه ب” الهجمات الممنهجة التي تستهدف حزب الاستقلال وتنظيماته الموازية”.
للمزيد:مضيان لـ مشاهد24: كان على شباط أن يعقد مجلسا وطنيا للخروج من المعارضة
واضاف شباط قائلا، في نفس السياق، حسب الموقع الرسمي لحزبه، “إن ذلك تأكد من خلال اتصال وزير الداخلية ببعض أعضاء اللجنة التنفيذية لتقديم شروحات حول تصريحاته” .
شباط يفك تحالفه مع الأصالة والمعاصرة ويدعم تحالفات بنكيران!
وفي انتظار عقد المجلس الوطني لحزب الاستقلال يوم 17 أكتوبر الجاري للتصويت على استقالة شباط، تبقى كل التساؤلات مطروحة، بخصوص زعيم سياسي مغربي أثار الكثير من الجدل، بتصريحاته ومواقفه، وخاصة منها انسحابه من حكومة عبد الإله بنكيران، قبل أن يعود، وفي خطوة جديدة مفاجئة، إلى ممارسة “المساندة النقدية”، وسط استغراب كل متتبعي الشأن السياسي .