ليعلم السيد الوزير…

قد تكون أخطر سقطة تودي بوزير.. أن ينسى ما يقول.. فيغرق في وحل التناقض.. بين ما يقول اليوم.. وما يصدر عنه غدا.. وأكثـر وزرائنا.. خاصة من يكثـرون الكلام.. يتورطون بفعل الاندفاع الأخرق في تبرير فشل الحكومة.. أو فشل قطاعاتهم.. في قول أي شيء.. حتى وإن لم يكن له معنى.. أو متناقض.. يلغي بعضه بعضا.
ومن ذلك.. أن وزيرة التربية.. التي كانت قد صرحت قبل أيام.. بأن ”تلاميذ السنتين الأولى والثانية ابتدائي سيدرسون بالعامية“.. ها هي ذي تقول ”لا يحق لأي كان وبالأخص عضو في الحكومة المساس بحق من الحقوق الواردة في الدستور“.. ناسية أو متناسية أنها حملت مطرقتها.. المخبأة في ثنايا توصيات الندوة الخاصة بإصلاح المدرسة.. كي تهوي بها على رأس اللغة العربية الهش.. لولا أن أمسك الوزير الأول بيدها في اللحظة الأخيرة.

المزيد: بن غبريط: منتقدو التدريس بالعامية لن يقفو أمام تطبيق القرار

ومثال وزيرة التربية.. ينطبق على وزير المالية أيضا.. الذي جاء ليطمئننا.. فسقط في بركة ماء متجمد.. ففي جوان المنصرم صرح بـ «أنه لا يوجد أي خطر إستراتيجي يتهدد البلاد“.. بفضل ”الحوكمة الرشيدة والمتينة لرئيس الجمهورية وعمل الحكومة“.. وهو الكلام نفسه الذي سمعناه من سلفه.. الذي أكد أن ”التوازنات المالية للجزائر لن تتأثر بتراجع أسعار النفط.. بفضل السياسة الحذرة التي انتهجتها البلاد منذ أكثـر من عشر سنوات“. غير أن السيد الوزير.. ارتد على أثره.. وراح يدق ناقوس الخطر قبل يومين.. مصرحا بأن ”الحكومة بصدد اعتماد جملة من الإجراءات والتدابير بهدف تشجيع الشركات الاقتصادية على إطلاق مشاريع تحل محل الواردات…“.. و”هذا المنحى سيتم تدعيمه بإجراءات هيكلية“.. والمستخلص من كلامه أن الوضع حرج.. وقد حان الوقت لتغيير وجهة العربة.. ناسيا أن عربة الحكومة لا تسير إلى الخلف.. لأن القافلة المتحركة خلفها.. تسد عليها الرجعة إلى الوراء.

المزيد: الجزائر: الواقع الاقتصادي والمكابرة

فليعلم السيد وزير المالية ـ وهو حامل كيس النقود ـ.. أن تسيير مالية دولة.. لا يتسنى بإجراءات ترقيعية.. أو بالصراخ في آخر لحظة.. وهي عملية مستمرة باستمرار الدولة نفسها.. وليس حملة موسمية.. أو استفاقة مؤقتة من نوم عميق.. فما خسرناه في عشر أو خمس عشرة سنة.. لا يمكن استرداده في شهر أو شهرين.. وإن بلدا انخرط في التبذير الأعمى.. فأنفق على استيراد السيارات وحدها أزيد من ”21 مليار دولار“ في ثلاث سنوات.. لن ينقذه تشجيع شركات لا وجود لها.. ولا إجراءات هيكلية.. يعلم قبل غيره أنها مجرد نفخة في الهواء.

*صحفي جزائري/”البلاد”

اقرأ أيضا

مطالب نقابية للحكومة بفتح باب الحوار لحل أزمة المحامين

طالبت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، وزير العدل عبداللطيف وهبي بايجاد طريق للحوار والتواصل واحترام …

الحكومة: كلفة الحوار الاجتماعي بلغت 45 مليار درهم

بلغت كلفة الحوار الاجتماعي الذي أطلقته الحكومة منذ تعيينها واستفادت من اتفاقاته شرائح مهنية عديدة، 45 مليار درهم.

بايتاس: مؤسسة الوسيط تواصل جهودها لتسوية ملف طلبة الطب

كشف الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، أن مؤسسة الوسيط، تواصل جهودها لحل ملف طلبة الطب.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *