عشرين غشت ذكرى تاريخية لها دلالات كبيرة وعميقة راسخة في تاريخ النضال النسائي بالمغرب، بحيث ساهمت المرأة المغربية المقاومة بكل ما تملكه من إرادة وروح وطنية أبان الاستعمار الفرنسي الغاشم.
المزيد: أسرة المقاومة تحيي الذكرى 61 لرحيل الشهيد الزرقطوني
وتعتبر المقاومة النسائية بالمغرب عقيدة موروثة منذ القدم وليست وليدة العصر. بحيث أن المرأة المغربية ظلت تساهم في الخفاء من جهة أخرى بنضالها الغير المباشر. من أجل مساعدة المقاومين ضد الاستعمار. وذلك بتوزيع المناشير ورسائل تهديد وتخويف المستعمر. بالإضافة إلى نقل الأخبار من منطقة إلى أخرى .وقامت كذلك بصنع الأسلحة النارية لتنفيذ العمليات الفدائية بطريقة انفرادية وإخفائها في أماكن سرية.
وبهذا النضال والمقاومة ضد الاستعمار آنذاك دخلت المرأة المغربية الحقل السياسي من بابه الواسع وبدون منازع. ولم تكتفي بالمقاومة فقط. بل كانت تقوم بدور الممرضة والطبيبة المعالجة بتضميد جروح المقاومين، والطباخة أيضا لأنها كانت تقوم بتحضير الأكل للمقاومين وإيصال الطعام للمسجونين. وهذا كله رغم وجودها داخل المغارات كان وبهذه المقاومة الدفاعية والوطنية معنويا وحركيا.جعلتها في صدارة الأوائل اللواتي ساهمن في الدفاع عن الوطن واستقلال البلاد.وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حبها وتعلقها بملك البلاد آنذاك المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه. السلطان المفدى الذي اختار المنفى على أن يتنازل على عرش البلاد وقاوم الاستعمار في المنفى بكل تفاني وتضحية من أجل استقلال الوطن.ولا ننسى كذلك أنها شاركت بكل افتخار كمغربية مناضلة حرة في التوقيع على المطالبة بوثيقة الاستقلال بجانب أخيها الرجل. وبحضورها لعبت دورا أساسيا بكل ما في الكلمة من معنى *لتحرير الوطن*وذلك بمشاركتها الفعالة في اندلاع شرارة الاحتجاجات والمظاهرات لعرقلة تقدم القوات الفرنسية نحو المحتجين ،وبهذا النضال تركت المقاومة النسائية بصمة مشرفة لجميع النساء المغربيات جعلتهن يلجن الصفوف الأولى والمتقدمة في الوعي السياسي يذكره تاريخ المقاومة النسائية.
*كاتبة وإعلامية/”دنيا الوطن”