فى مدينة أصيلة المغربية، كان السيد عمرو موسى رئيساً لجلسة من جلسات الحوار مساء السبت، وكنت مشاركاً فيها، وكان عنوانها: العرب.. أن نكون أو لا نكون!
قبل الجلسة سألته عما إذا كان الطريق الذي يمتد لأربع ساعات بالسيارة، بين الدار البيضاء وأصيلة، قد أرهقه، فأجاب بسرعة بأن الطريق إذا كان جيداً، والسيارة كذلك، فلا إرهاق في الموضوع!
المزيد: موسم أصيلة.. الدبلوماسية الثقافية المكملة
بالصدفة، كنت قد مررت قبلها بأسبوع على طريق عندنا، بالطول نفسه، من فندق ريكسوس الذي يقع فى منتصف المسافة بالضبط بين الإسكندرية ومرسى مطروح، إلى القاهرة، وكانت أي مقارنة بين الطريقين، هنا، ثم في المغرب، لغير صالحنا بكل أسف!
للأمانة، فإن الطريق الصحراوي، ابتداءً من القاهرة إلى طريق العلمين المغلق للإصلاح، أو إلى طريق برج العرب البديل حالياً، يظل أفضل كثيراً الآن، مما كان عليه في العام الماضي مثلاً.. أما طريق برج العرب الواصل بين الصحراوي وطريق الساحل الشمالي فهو ليس طريقاً، إذا قورن بالطرق التي نراها فى دولة عربية كالمغرب، على سبيل المثال، ولن نقارنه بطريق في دولة من دول أوروبا، لأنه لا وجه عندئذ للمقارنة.. وأما طريق الساحل نفسه، وصولاً إلى مرسى مطروح، فلا يعرف مدى السوء فيه إلا الذي مشى عليه، وسأل الله أن يعيده إلى بيته بخير!
في مسافة الـ400 كيلو التي قطعها عمرو موسى، والوزير نبيل فهمي، والدكتور مصطفى الفقي، والدكتورة منى مكرم عبيد، وقطعتها معهم، من الدار البيضاء إلى أصيلة، أو إلى طنجة من بعدها بـ50 كيلو، سوف تجد أن السائق يمر بخمس بوابات رسوم، وسوف تجد أنه يدفع فيها ما يقرب من مائة درهم مغربي، تساوى مائة جنيه مصري تقريباً، وسوف تجد أن هذه الجنيهات المائة، التي يدفعها كل سائق راضياً، متجسدة أمامك في جودة الطريق، وسوف تكتشف أن المرور على طريق بهذا الطول إنما هو متعة، لا مجازفة بحياتك نفسها، إذا ما مررت في المقابل على طريق الساحل، أو طريق برج العرب، أو غيرهما من الطرق عندنا!
لا أريد أن أتطرق إلى شبكة الطرق القومية الجديدة، التي تعهد الرئيس بتنفيذ 3200 كيلومتر منها، في العام الرئاسي الأول، وما إذا كان قد جرى إنجازها أم لا؟!.. فالتقرير الذي صدر عن رئاسة الجمهورية، عند مرور عام على رئاسة السيسي، قال إن 50٪ منها فقط هو ما تم إنجازه!.. ولا أريد كذلك أن أتطرق إلى شبكة الطرق القومية القديمة، وما هي عليه من سوء يحصد أرواح الناس في كل صباح، فما يحدث عليها يظل مأساة يومية، وهو لا يمكن أن يكون خافياً على مسؤولينا الذين تتعلق أرواح ضحاياها في رقابهم.. لا أريد هذا كله، الآن، لأني سأعود إليه تفصيلاً، بإذن الله، ولكنى أريد فقط أن أقول إن جودة الطريق مسألة تصل إلى المواطن، سريعاً، وبشكل مباشر، وأن للملك محمد السادس في المغرب تجربة فريدة في هذا الاتجاه، فاسألوه، وخذوا من تجربته لأنها فريدة حقاً.
*صحافي وكاتب مصري/”المصري اليوم”