بقلم: سعد بوعقبة*
من خصائص سياسة الرئيس بوتفليفة أن يسيّر البلاد بواسطة القلاقل والتوترات والأزمات! وأنه يترك كل مشكلة تواجهه في التسيير تتعفن حتى تنحلل لوحدها ولا يجهد نفسه في إيجاد حل لها! وهو أيضا ولوع بفتح الورش العديدة، ولكنه لا يغلق أي ورشة!
فتح ورشة إصلاح العدالة منذ سنوات وما تزال مستمرة إلى اليوم.. فتح إصلاح الإدارة وما تزال الإدارة فاسدة والورشة مفتوحة.. وفتح ورشة إصلاح التعليم.. وأنتم تعرفون ما يعرفه التعليم العالي الواطئ على السواد من مشاكل وقلاقل، وما يواجهه من عمليات إصلاح الإصلاح!
فتح ورشة إصلاح الدستور.. وما تزال هذه الورشة مفتوحة إلى اليوم، تحاور فيها النظام مع نفسه دون أن تسمع أجنحة النظام ما يقوله بعضها لبعضها الآخر.
وفتح بوتفليقة ورشة إصلاح الصحة.. والصحة الآن بعد 15 سنة من إصلاحها أصبحت غير قادرة على علاج الرئيس، فما بالك بالمواطن!
وفتح ورشة إصلاح الإعلام.. وهي الآن مفتوحة على فوضى لا يعلمها إلا الله، إلى درجة أن القطاع وصل إلى مستوى من الرداءة لم يتصوره أحد.
فتح الرئيس أيضا مسألة الإصلاح السياسي بإعادة تنظيم الحياة السياسية عبر تنظيم الأحزاب.. وأنتم تعرفون المستوى الذي وصلت إليه الممارسة السياسية للأحزاب، وخاصة في الأحزاب التي تسمى أحزاب الحكم.
حكم بوتفليقة بدأ بأزمة منطقة القبائل.. وهذه الأزمة ما تزال قائمة إلى اليوم. صحيح أنها خامدة، ولكنها مثل البركان الهادئ مرحليا.
ظهرت أزمة غرداية منذ سنة ونصف السنة.. وهي الآن تراوح مكانها و”عبقرية الرئيس” في حل الأزمات بالتعفن ما تزال شغالة في غرداية أيضا !
فتح الرئيس ورشة المصالحة الوطنية.. وهي الآن مفتوحة ولم تغلق بعد 15 سنة من بدايتها! وهي أيضا ورشة مفتوحة على جميع الاحتمالات، وجاءت أزمة الغاز الصخري في الصحراء.. وهي أيضا ما تزال مفتوحة بعد مرور سنة على بدء هذه الأزمة.
بوتفليقة قال إنه سيعيد للجزائر مجدها الخارجي.. وهاهي موريتانيا أصبحت تحتقر الجزائر وتطرد لها الدبلوماسيين.. وهو الرئيس الذي كان في بداية عهده لا يترك مكانا في العالم إلا زاره.
قال إنه سيحارب الفساد والرداءة وسوء التسيير.. وأنتم الآن تعرفون المستوى الذي وصلت إليه البلاد في مجال الرداءة والفساد وسوء التسيير؟!
لكن أهم إنجاز حققه بوتفليقة هو أنه وجد البلاد تعتمد على 96% من عائدات البترول، فأوصلها إلى 98!%.
*صحفي جزائري/”الخبر”