تتسع كل يوم رقعة الاحتجاجات الشعبية والإضرابات في وقت يمر فيه الاقتصاد التونسي بمرحلة اجمع كل الخبراء انها غير مسبوقة وقد تقود البلاد الى الافلاس التام بعد عام فقط ان تواصل الحال على ماهو عليه!
ان تواصل حالة الاحتقان الاجتماعي ظاهرة منطقية ويمكن تفهمها بعد ثلاث سنوات من حكم «الترويكا» التي لم تقدم شيئا للشعب التونسي اكثر من تقسيمه واثارة النعرات والفتن والتساهل مع الارهابيين ومنح «الذين يمارسون الرياضة في الشعانبي» غطاء سياسيا مكنهم من الانتشار في خلايا نائمة باتت تهدد أمن التونسيين الذين لم يعرفوا غول الإرهاب بهذا الحجم قبل ان يطل «فجر» الترويكا!
لكن الذي لا يمكن قبوله او التسامح معه هو انخراط احزاب ومنظمات يفترض انها ملتزمة بشروط الحياة الديمقراطية ومؤمنة بالتداول السلمي على السلطة في مسار نشر ثقافة الفتنة بين التونسيين وبين الجهات تحت شعارات مفتعلة ولا صحة لها مثلما نراه اليوم حول ملف البترول والثروات الطبيعية التي تذكرت بعض الاحزاب التي كانت في السلطة انها كانت منهوبة!
ان هذه الاحزاب والجمعيات والمنظمات المنخرطة اليوم في جوقة بث الفتنة بين الجهات والتشكيك في كل شيء ونشر النظرة العدمية اذا كانت تعتقد انها بتحريك الشارع وتأليبه ضد الحكومة ستحقق نصرا سياسيا على الارض فهي مخطئة لان الدولة وصلت المربع الاخير من المقاومة وان تواصل الحال على ما هو عليه فلن تكون هناك دولة نهاية العام وستغرق البلاد في الفوضى والاقتتال الأهلي وقتها لن يبقى شىء اسمه تونس واسمه دولة او حكومة ولن يبقى احد بمنأى عن كرة النار التي ستحرق الجميع.
تحتاج تونس اليوم الى توافق اجتماعي وسياسي وتحتاج الى خطاب إعلامي يجند الشارع من اجل الدفاع عن الدولة التونسية التي توشك على الانهيار وعلى النظام الجمهوري الذي تتربص به التنظيمات الإرهابية وعلى التجربة الديمقراطية التي سالت دماء الأبرياء من اجلها، ولن يغفر التونسيون لكل من تورط في زرع الفتنة وفي نشر ثقافة غير معهودة في الشارع التونسي الذي بدأ يستيقظ من نشوة «الثورة» ليكتشف الخراب الذي حل ببلاده باسم شعارات جميلة وخلابة.
الحريق لن ينجو منه احد فحذار أيها المواطنون!
*صحفي تونسي/”الشروق”