ما بين الفشل والنجاح خطوة

غزلان جنان
وجهات نظر
غزلان جنان9 أبريل 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
ما بين الفشل والنجاح خطوة
ما بين الفشل والنجاح خطوة

كان دأب أهلنا وأساتذتنا في المدرسة وحتى الجامعة النجاح في اجتياز اختبارات المراحل الدراسية بتفوق بلا فشل، وحين غادرنا الجامعات كنا حواسيب تحفظ المقررات ولا نعرف ماذا نصنع بها فكانت خيبة الأمل، جابهنا الحياة وجها لوجه ضعفاء بلا سلاح لم نتعلم غير اجترار المعلومات واسترجاعها. كان هم المتفوقين الأوائل أن يصبحوا مدرسين وأساتذة جامعات ينظر إليهم المجتمع ناجحين متفوقين، لم نكن في الحقيقة نصلح لشيء غير إعادة المعلومات لطلبتنا. ابتلعنا حوت الوظيفة واستسلمنا للكسل في جوفه، ارتضينا بنجاح مؤقت بعد أن كنا على حافة النجاح الحقيقي الكبير لو امتهنا العمل الخاص خارج المنظومة الحكومية، وكان على بعد خطوة منا وتخلينا عنه راضين بالمرتب، مرت السنون وتقدم العمر نحو العقد السادس فذقنا مرارة الفشل عند التقاعد، لم نكن فاشلين فحسب بل عاطلين عن العمل, وفي اعتقادي الناجح من يموت واقفا ويده تعمل. وهذا سر تشبث الرؤساء والزعماء بالكراسي وتمسكهم بها ففي اعتقادهم لا يَجدون ولا يُجيدون العمل بغيرها فلا يترجلون عن كراسيهم إلا مرغمين.
من يريد معرفة النجاح عليه أولا أن يعرف الفشل؟ فهما صورتان متناقضتان ويتناسبان تناسبا عكسيا. في حياتنا اليومية ونعيش كل منهما مرة ومرات في تجاربنا، لكن النجاح يبدوا مشرقا كالشمس وربما كالقمر المنير يجذب الانتباه ويلفت الأنظار إليه، أما الفشل فهم كبير يبقى حبيسا في نفس صاحبه الذي يحاول قدر المستطاع إخفاءه عن الآخرين، ومهما تحفظ لا شك سيفشل حتى في مداراته. وليسمع من يريد النجاح، ليس العيب أن نفشل مرة او مرات، وإنما العيب أن نستسلم للفشل والاعتقاد بأن الفشل قدر، وأن النجاح شيء معقد لا نستطيع تحقيقه بينما الحقيقة والواقع كلاهما صناعة صاحبه، فمن لم يحالفه الحظ بالتخطيط للنجاح فهو بالأحرى كان يخطط للفشل، ومثلما قال بتراك الفشل يأتي من العمل بلا تفكير، أو يأتي من التفكير بلا عمل، فليس النجاح آن تجد عملا، وإنما أن تعمل فيما تحب وأن تنجح في التخطيط لأهداف طويلة الأمد وتؤدي رسالة تعمل لها حتى آخر قطرة من حياتك وإلا ستواجه الفشل، إذا لم تضع أمامك أهدافا عظيمة تفكر وتخطط لها على الأمد الطويل، فلا تلوم إلا نفسك، فالنجاح ان تخطط للنهاية كالبداية فالأعمال بخواتيمها.

لمواصلة القراءة ، انقر هنا

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق