هي جهات تقدميّة، ترفض العولمة وغطرستها… وهي قوى للتحرّر من الاستعمار الجديد والرأسمالية المتوحّشة…
توافدوا على تونس للمشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي… وللمرّة الثانية على التوالي يكون اللّقاء في تونس…
شعب تونس الذي تنادى في ثورة الكرامة والحرية، سنة 2011، لم يدُر في خلده أن يُعجبَ الرجعية العربية ولا الامبريالية وأزلامها العملاء… فهؤلاء لا همّ لهم سوى جعل تونس الشّعب وتونس الموقع الجغرافي، صورة يتحكّمون هم في إطارها لتكيّف ـ هذه القوى العالمية المتنفّذة والمنبوذة من أحرار العالم ـ تونس الثورة الى أجندتها الخبيثة…
أحرار العالم والقوى التقدميّة عبر العالم، ترفض العولمة منذ أطلّت برأسها الخبيث تضرب مقدّرات الشعوب، وتعصف بمؤسّسة الدولة أينما حلّت، وتخدم اسرائيل مهما أجرمت… هذا الرفض جاء متماهيا مع التحرّكات الشعبية في تونس التي رفضت الرّكوع لقوى الاستعمار الجديد والعولمة، منذ عشرات السنين…
في مرّتين متتاليتين، يقرّ المنتدى الاجتماعي العالمي، بأن تونس الثّورة، تونس الحريّة وتونس الحرب على الامبريالية وعلى الارهاب معا، هي المكان المناسب لإقامة فعاليات المنتدى للمرّة الثانية على التوالي بتونس.
هذه الجهات الدولية التقدمية والقوى المساندة للعدالة الدولية المناوئة للعولمة نجد قبالتها قوى دوليّة رسميّة تعمل وفق أجندة الأقوياء من حلف شمال الأطلسي الى محرّري وثيقة «يورغواي راوند» وصولا الى مجموعة الثمانية G8 التي لم تجد سُبلا لاسناد تونس غير توريطها في مزيد من القروض.. قروض، كثيرا ما تكون كريهة، وتكون فوائدها متصاعدة في شكل لولبي…
هؤلاء، لا يريدون الخير لتونس، بل يعملون على تطبيق أجنداتهم المصلحيّة…
إنّ مراهنة القوى التقدمية وقوى العدالة الاجتماعية في العالم، على تونس، هو أمر محمود… لأن تونس دأبت على منهج الثورة على الظّلم والاستبداد والعولمة، وهو ثلاثي عنوانه الاستعمار الجديد والرأسمالية المتوحّشة…
لهذا يُسند أحرار العالم تونس…
*باحثة في الإعلام والاتّصال والعلوم السّياسيّة/ ”الشروق” التونسية