لن يقبل التونسيون بأن تطول مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة أكثر من اللازم… مشاورات الحبيب الصيد قد تكون طالت بشكل أقلق التونسيين الذين كانوا ينتظرون تشكيل حكومة بأسرع وقت وقد اجتازوا كل مراحل الانتخابات..
البعض صار يشعر بأن تشكيل الحكومة الجديدة طغت عليه تجاذبات سياسية متداخلة ومعقدة وقد يكون لها تأثير على مستقبل الحكومة التي ينتظرها التونسيون..
ليس من مصلحة الحبيب الصيد أن تطول مشاوراته أكثر وليس مطالبا بأن يستشير الجميع في كل شاردة وواردة تهم حكومته.
في كل الأحوال لن تُرضي حكومته المنتظرة كل الاطياف والأطراف لذلك لن يكون الوقت الضائع في صالحه.
أمام الحكومة المنتظرة ملفات كثيرة وشائكة ومعقدة والتونسيون يفقدون صبرهم كل يوم وكل ساعة.
يعترف التونسيون الآن بأن حياتهم تغيّرت نحو الأسوأ في السنوات الماضية وصارت أكثر صعوبة.
اضطر التونسيون في السنوات الماضية الى التعايش مع الفوضى والاستهتار بالقانون والسلطة واضطروا الى أن يتعايشوا مع أطنان وجبال القمامة في مدنهم وأحيائهم.. اضطروا الى أن يركبوا حافلات تتعطب في كل حين واضطروا الى أن يقبلوا بجشع المضاربين والسماسرة والمحتكرين وتعايشوا مع غلاء الأسعار.
هم الآن ينتظرون حكومة تغير واقعهم وتصنع لهم حاضرا جديدا.
لكن الحكومات القوية والفاعلة لا تصنعها المشاورات فقط وهو ما يجب أن يدركه الحبيب الصيد.
*صحفي تونسي/”الشروق” التونسية