تونس… هل يشدها العقل أم تجرفها العاطفة؟

غزلان جنان
وجهات نظر
غزلان جنان10 ديسمبر 2014آخر تحديث : منذ 9 سنوات
تونس… هل يشدها العقل أم تجرفها العاطفة؟
تونس… هل يشدها العقل أم تجرفها العاطفة؟

بشكل سريع ومفاجئ ظهرت قبل أن تختفي في وقت قصير من بعض الشوارع والميادين المعروفة وسط العاصمة تونس، لوحات إشهارية خرجت عن المعتاد. اللوحات حملت مشاهد بؤس وكآبة، كتبت تحتها بالخط العريض توصيفات، مثل الفقر والغلاء والإرهاب والعنف، وحتى الزبالة منسوبة جميعها إلى زمن واحد وهو «المؤقت»، ولم تغفل بالمرة عن الإشارة بوضوح إلى المدة الفاصلة بين العامين 2011 و2014، باعتبارها الزمن المقصود بجميع تلك المساوئ والكوارث المرعبة والمريعة. الجهة التي قامت بوضع اللوحات هي شركة إعلانات يملك صاحبها قناة فضائية تلفزيونية محسوبة على حزب «نداء تونس» وزعيمه الباجي قائد السبسي. أما الهدف المعلن من وراء العملية فكان بحسب ما صرح به أحد مسؤوليها لصحيفة «الشروق» اليومية توجيه «رسالة إلى كل التونسيين مفادها اننا سئمنا من كل الظواهر السلبية المؤقتة، وحان الوقت لمحاربتها». لم تكن النية أو القصد إذن وفقا للتصريحات وعلى عكس ما فهمه معظم التونسيين هو تقديم كشف حساب كارثي وسوداوي لسنوات حكم ائتلاف «الترويكا»، التي انهارت ولم يتبق منها الآن، بعد انسحاب حكومة علي العريض مطلع العام الحالي وانتخابات اكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه، سوى رئيس الجمهورية المؤقت الدكتور المنصف المرزوقي. فالقائمون على فكرة اللوحات يصرون على نفي تلك الاستنتاجات تماما ويعتبرونها مجرد تأويل غير دقيق ومجانب للحقيقة، مشددين في المقابل على أن ما أقدموا عليه لم يكن سوى «حملة لتوعية وتشجيع التونسيين على ممارسة حقهم في الانتخاب». لكن لسوء حظهم لم تكن تبريراتهم مقنعة أو مقبولة لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، التي اعتبرت ان اللوحات الدعائية هي إشهار سياسي مقنع لصالح طرف يستعد لخوض الجولة الثانية من السباق الرئاسي، وضد طرف آخر منافس له. وهو ما جعلها تأخذ قرارا فوريا بالإزالة وتتقدم بشكوى رسمية إلى الجهات القضائية المختصة، من أجل ملاحقة الفاعلين، فالهيئة ترى كما يقول أحد اعضائها في تصريحات إعلامية ان «الطريقة التي اعتمد عليها الإشهار طريقة استفزازية يمكن أن تؤدي إلى اندلاع أعمال عنف، أو ردود فعل تؤثر على سير العملية الانتخابية وتهدد المناخ الانتخابي، ومن هذا المنطلق رأت أنه يجب اتخاذ قرار الإزالة الذي كان بالتشاور مع السلط البلدية والحكومية»..

لمواصلة القراءة ، انقر هنا

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق