يتغامزون ويحزنون!

حين كان الكلام من فضة كان السكوت من ذهب.. وأي سكوت ذاك الذي //تخشع له الأبصار بين نسمات ليلة باردة وقطرات الندى فيها، تلسع وجوه الأجداد وتشهد صبرهم في نصب الكمائن لجنود فرنسية ومبيتهم ليال طوال بعيدا عن أهاليهم وأطفالهم وزوجاتهم.
كل هذا والقناعة بعد العسر يسر، بعد ليلة كان مزاجها سلسبيلا، وعطرها من نوفمبر ليلة قامت لها الدنيا حاشدة، النساء بعد الأخيار، في انتفاضة زلزلت لها الجبال فصرخوا بأعلى صوت أخرجوا من عزنا.. أخرجوا من طيفنا.. فصدقوا وخرج الأغراب وهامت أطيافهم بين الزغاريد وبين أحلام أجداد لا تسأل عن الغيب ولا تسأل المنجمين عن مفاهيم فرنسية .
.. سكتت لبرهة تتأمل وتسأل، إذا هم لا يردوننا بينهم بالأسلحة والطائرات، لهم هذا، سنكون بينهم ببدلات راقية نجول ونصول في أزقتهم، نبني المصانع وننشر الثقافات، سنثمل ونحتفل بقرع كؤوس ملؤها الذهب الأسود، كؤوس متعجرفة حرفت أحلام الأجداد وفتحت الأبواب للأغراب وها هم يتهامسون ويتغامزون فلا يحزنون.
وأين نحن من كل هذا؟ نحن نزهوا بالكلام، لأن الكلام في وطني مجاني، ولأننا لا نحب غير مداخيل حاسي مسعود، فعلى مثل هذا تتنافس بعض الشركات لتجعل من كثرة الكلام في السياسة، أما في كثرته عن الحب هوس وطلاقات، وما يهمه هو مدير شركة تدر المال عليه وأولاده.. أرباح تتهاطل على الشركاء الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم، أما انتحارنا فلا يهم في شيء.
..سنكتب لكم لا تتنافسوا على أنقاضنا، فما الكلام إلا دساس، وما الأخبار إلا حقائق نكتبها ليل نهار، ونصرخ كل يوم أين أنتم؟ أين صدق السيف في حده بين الجد والهزل، حقائق يصرخ لها أطفال فلسطين إياك يا جزائر.. إياك أن تنسي فلسطين.. إياك أن يضحكوا عليك بمهازل المؤسسات والشراكات، نحن نحبك يا جزائر ونريد أن نرى استقلالك، فما أجملك يا قدس وأنت تحبنا، وما أجملك يا وطني والكلام فيك عن الشيء واللا شيء حتى إذا ما فرغت من الكلام.. ويا مسعود ابحث لنا على من يشتري الحدود.
ت-أمين
..والله، يا أمين، نحن لسنا بحاجة لمسعود يبحث لنا عن من يشتري الحدود، والعياذ بالله، وإنما نحن بحاجة إلى “مساعيد” وسواعد تحرس لنا الحدود وتدافع عنها ولا تفرّط في شبر منها.. إنّنا بحاجة جميعا إلى “تغنانت” الأجداد تعيد لنا كبرياء الأسياد، وبعدها نعم: الكلام من فضة والسكوت من ذهب!
صدقت يا أمين، إنهم الآن وهم متعوّدون على ذلك، يتهامسون، يتغامزون ويتفرجون حتى لا يحزنوا، وعليه ليس جديدا علينا وعليكم، لو تصدّينا وتحدّينا “دخلاء” أعداء، دخلوا مستعمرين وخرجوا منهزمين، ثم عادوا ودخلوا مستثمرين، يدهم على “الزناد” وعينهم على “الغنيمة”، لكن عقلهم وقلبهم لا يأتمن أبدا لجزائريين يعيشون بالنيف والخسارة والزلط والتفرعين!
“الشروق” الجزائرية

اقرأ أيضا

Saad

حكم استئنافي بمراكش يعيد الاعتبار لصناع “إنتي باغية واحد”… والرفاعي يعلق: نصر مستحق

أعاد حكم صادر عن محكمة الاستئناف بمدينة مراكش، أمس الخميس، الاعتبار لكل من الملحن محمد …

المنتخب الوطني الرديف

كأس العرب.. المغرب يواجه سلطنة عمان بمعنويات مرتفعة

يواجه المنتخب الوطني الرديف منتخب سلطنة عمان في الرابعة والنصف عصر اليوم الجمهة بملعب "المدينة التعليمية"، ضمن منافسات الجولة الثانية بالمجموعة الثانية، في بطولة كأس العرب 2025 المقامة حاليا في دولة قطر.

الصحافي الجزائري سعد بوعقبة

في تصعيد قمعي.. النظام الجزائري يدين الصحافي بوعقبة بـ3 سنوات سجنا ويغلق قناة “رؤية” نهائيا

أصدرت محكمة بئر مراد رايس الابتدائية بالعاصمة الجزائرية حكمها، أمس الخميس، بإدانة الكاتب الصحافي سعد بوعقبة بثلاث سنوات سجناً موقوفة التنفيذ، بينما صدر حكم بالسجن سنة موقوفة التنفيذ على مدير قناة "رؤية"

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *