في تطور صحي حضاري، تمت الانتخابات البلدية في السعودية، بحضور المرأة مصوتة ومرشحة، لأول مرة، وكان الحصاد الجميل بتحقيق المرأة السعودية نتائج جميلة في السباق الانتخابي.
الأخبار الأولية تتحدث عن فوز عدد من السيدات في الرياض والقصيم والأحساء والقطيف وجدة وتبوك والجوف. الأجمل في الأمر أنهن فزن عبر الانتخاب من قبل السعوديين، وليس عبر التعيين من قبل الدولة، وهذا بحد ذاته منجز كبير، ليس للمرأة السعودية وحسب، بل لكل السعوديين.
كان من المفهوم أن تبادر الصحف والفضائيات والسوشيال ميديا الغربية والعالمية للاحتفاء بهذا الخبر الكبير، في دلالته، وليس مهمًا هنا مناقشة طبيعة صلاحيات المجلس البلدي، على أهمية الأمر، بل في ثقة السعوديين والسعوديات بالمرأة، ومنحها قصب السبق في الاستحقاق الانتخابي.
هذا الخبر أفضل وأنجع من مئات الحملات الصحافية للدفاع عن السعودية، ورد الهجمات المنهجية عليها في الميديا الغربية. وهذا يعني أن القوة الحقيقية لأي خطاب إعلامي خارجي تنطلق من الداخل نفسه، من وجود أخبار مفرحة، ومنجزات ساطعة، تفرح الصديق وتغيظ العدو.
المرأة أكثر التزامًا وإخلاصًا من الرجل – في العادة – وهي دقيقة في متابعة عملها، وحريصة على إتمام المهمة، وتبين معدلات الأداء للطلبة والطالبات في السعودية أن الفتاة أكثر إنجازًا وانضباطًا من الشاب.
قضية المرأة هي الفزاعة التي يخيف بها حراس التزمت في السعودية، وغير السعودية، بقية المجتمع، ويسوغون بها وجودهم، وهي فزاعة كاذبة.
إقرأ أيضا: المطلقات والأرامل يحصلن على «بطاقات» للتحرك بشكل مستقل بالسعودية
المرأة السعودية منذ بدايات التأسيس وهي مؤثرة في البناء، في أدوار ظاهرة وخفية، وبهذا المناسبة الاحتفالية أشير إلى طرف من هذا التاريخ المجيد للمرأة السعودية:
بدأت المطالبات بتعليم البنات تعليمًا نظاميًا باكرًا في السعودية، من ذلك مقالات الأديب أحمد السباعي السجالية حول تعليم البنات في 1936 في جريدة «صوت الحجاز». وفي جريدة «أخبار الظهران» يكتب الأديب عبد الكريم الجهيمان مقالاً بهذا المعنى سنة 1956، ومثله الأستاذ سعد البواردي في مجلة «الإشعاع».
عريضة موقعة من قبل «لجنة الأدب والتأليف لطالبات المدرسة السعودية بآل سويلم» (حي قديم في الرياض) نشرنه في جريدة «القصيم» التي يحوي أرشيفها سجلاً دقيقًا لمعركة تعليم البنات في السعودية. الطالبات نشرن مقالهن بزاوية: «حواء تتكلم»، عدد 21 سنة 1960 يؤيدن الملك سعود في سياسته حول تعليم البنات التي لقيت معارضة متوقعة من المرتابين ويلقبنه بملك الديمقراطية. ويرد مقال في جريدة «القصيم»، عدد 107 سنة 1962 للشاعرة والكاتبة سارة أبو حيمد بعنوان: «لا تمنعوا العلم عن فتياتكم».
نساء اليوم في السعودية يمضين على جادة الجدات والأمهات، جادة النور.
*صحافي وكاتب سعودي/”الشرق الاوسط”