قصيدة “الارض” للشاعر إدريس علوش

بوشعيب الضبار
الكلام المرصع
بوشعيب الضبار21 سبتمبر 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
قصيدة “الارض” للشاعر إدريس علوش

1

الأرضُ ..
خَبايا أسئلةٍ
من رمادِ الكلماتِ
تَسْتعيرُ حدائقَ البهوِ
و تَعلُو
تدْنُو
و تَطفُو
كطفلةٍ تُخفي سِرَّ الحلمِ
في ضفيرة
2
الأرضُ خابيةُ خمرٍ قديمٍ
أنخابُهُ مَراحلُ التاريخِ
القُصْوَى
و هشيمُ كَفٍّ يَلُوحُ بِأَزْهَارِ
الذِّكْرَى …
دَوَالِي سُلَالَاتٍ
مواسمُ قطافٍ
و فيضٌ هادرٌ هي الأرضُ
3
الأرضُ
محتوى لروحٍ يافعةٍ
راسخةٌ في ينبوعٍ
ذاكرةٍ
مرآةٌ لأشعةٍ تنفلتُ
من منابع الضوءِ
لِتخفي العتمة
4
الأرضُ
كتابٌ أحْرُفُهُ الإنسانُ
و الأمكنةُ فهرسُ الصفحاتِ
و صفحةُ البرتقالِ
وطنٌ محتلٌ
يترقبُ نشيدَ الخلاصِ
” يافا ” تغازل قمع العرصات ِ
و “الجليل” آيل بالحجر
يوقظ شرارةَ الأطفالِ
و “القدس ” تختزل حلمَ العواصمِ في
مسافاتٍ …
و “غزة ” تُجاهرُ بإنهيار الليلِ
… و الخريطةُ
كل
الخريطة…
ماتلةٌ في شُرفةِ الشهداءِ
[ – من يدري قد لا نلتقي بكم
في البحر …
لكن
في فوهةِ البركانِ
إذا ما تماديتم في الإستهتارِ
بدَمِي ]
فالأرض لمن تشبه تقاسيمُ
جنينهِ أديمَ الأرضِ
لا من وزعته وصايا “التلمود
في السراديبِ
و الغبارْ…
[- من يدري قد نُحيل التفاوضَ
على التقاعدِ
– لتستمر إنتفاضةُ النصرِ ..]
فذاك شعبٌ
لا يسجد سوى لأرضٍ
ممتدةٍ من شرايين القلبِ
إلى النبضِ ..
ذاك شعبٌ
يتماوج غضبا
ساعة الرَّفضِ
5
الأرض
قرارُ القلبِ
و بساطُ الأقدامِ العاريةِ
فسحةٌ لروحٍ عطْشَى
تشتهي أزمنةً وافدةً
في الحفرِ
طريقٌ لا متناهي
– هي الأرضُ –
تدعوكَ تارةً للعبورِ
بالوردِ
و أخرى بدمِ الهواءِ
6
الأرضُ حدائقٌ لبحرٍ
يستوعب اليابسةَ في خرابِ
جزرِ الزمنِ
في اتجاه الحتفِ المشتهى
أو بعثٍ مبكرٍ يرسخ
صورة الإنسان ِفي
غفوة ٍ..
7
الأرض ..
مثوى الموتِ
تسحب الأشلاءَ
و العظم تعيده لنقطةِ
البدء ِ..
8
الأرضُ
أناسٌ
شجروا فضاءَ الغيمِ
وهبوا النيزكَ ظلَّ
الغيابِ ..
رسموا بيرقَ البياضِ
فراشاتٍ تعلو ناصيةَ الفرس
في بستان ..
9
الأرضُ
أناسٌ
عمروا تفاصيلَ الوجدِ
و تناسلوا أجيالاً
حفروا بمعولِ الليلِ
شربوا أنخابَ الفلواتِ
و استقروا في جغرافيةٍ هادئةْ ..

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق