يعود المخرج المغربي كمال كمال إلى القاعات السينمائية بفيلم جديد يحمل عنوان “نوبة العشاق”، وهو عمل تاريخي يستحضر الذاكرة الشعبية المغربية ويحيي السينما التراثية التي غابت عن الساحة خلال السنوات الأخيرة.
ويرتقب أن يعرض الفيلم في القاعات ابتداء من يوم الأربعاء 19 نونبر الجاري، في إطار مسعى المخرج إلى استعادة وهج السينما التاريخية ذات البعد الثقافي والإنساني.
ويغوص الفيلم في عمق التاريخ المغربي، مستلهما عوالم الموسيقى الأندلسية باعتبارها أحد أهم ركائز الهوية الفنية للمغرب.
ويروي العمل قصة “حماد”، الصانع التقليدي العاشق للموسيقى، الذي تنقلب حياته رأسا على عقب بعد تورطه في متاهة من الأحداث إثر تكليفه بصناعة أسطرلاب بحري لمغامر برتغالي، قبل أن يختفي هذا الأخير وتلفق له تهمة قتل صديقه المقرب.
وتقود الصدمة النفسية “حماد” إلى “المارستان” ، وهو مصطلح تاريخي يطلق على المستشفى، بفاس، حيث يخضع لعلاج بالموسيقى في محاولة لاستعادة توازنه وصفاء ذاكرته، في معالجة درامية تجمع بين الألم والأمل.
ويولي كمال كمال اهتماما خاصا للغة في أعماله، إذ اختار اعتماد دارجة مغربية نقية خالية من المفردات الدخيلة.
وفي هذا الصدد، أكد الممثل ربيع القاطي أن لغة الفيلم قريبة من العربية الأصلية، وتنسجم مع روح المرحلة التاريخية التي يعالجها العمل، مبرزا أن الفيلم يقدم رؤية إنسانية تمزج بين الحب والجنون والمعاناة.
ويجسد القاطي في الفيلم شخصية “أحمد الخزرجي”، الشاب الفاسي المنتمي إلى عائلة عريقة، والعارف بأسرار الفلك والحرفة والفقه، وهو ما يعكس البعد العلمي الذي تميز به شباب المغرب خلال تلك الحقبة.
ويمثل “نوبة العشاق”، وفق المعطيات المتوفرة، رحلة بصرية وتاريخية داخل الدولة الوطاسية، من خلال إعادة بناء فضاءاتها الاجتماعية والعلمية والثقافية، وتقديم رؤية سينمائية تعيد الاعتبار لمرحلة مهمة من تاريخ المغرب.
ويشار إلى أن الفيلم من إنتاج عبد المجيد بلوطي، ويشارك فيه نخبة من الممثلين المغاربة، من بينهم: سعيد باي، وادريس الروخ، وربيع القاطي، وسناء العلوي، وزكرياء لحلو، وكريم الدكالي، وغيرهم من الجيلين القديم والجديد.
وجدير بالذكر، يؤكد كمال كمال من خلال هذا العمل استمرار وفائه لمشروعه الإبداعي المبني على المزج بين الموسيقى والتاريخ والذاكرة الجماعية، في تجربة فنية تستلهم الماضي لتخاطب وجدان الحاضر.
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير