من بطولة نسرين الراضي.. “ملكات” يحلق من الشاشة الكبيرة إلى قناة “الأولى”

عرضت القناة الأولى، مساء أمس الجمعة، الفيلم السينمائي “ملكات”، لمخرجته ياسمين بنكيران، في أول بث تلفزي له بعد جولة ناجحة في عدد من المحافل الدولية، أبرزها مهرجان البندقية ومهرجان مراكش الدولي للفيلم، حيث لاقى إشادة نقدية واسعة بفضل طرحه الجريء وأسلوبه السينمائي.

ويقدم الفيلم، وهو من بطولة نسرين الراضي، ونسرين بنشارة، وريهان كاران، رحلة ثلاث نساء ينطلقن من قلب الدار البيضاء في مغامرة محفوفة بالمخاطر، تمر عبر جبال الأطلس نحو الجنوب، في محاولة للهروب من ماض ثقيل، وللبحث عن معنى أعمق للحرية والمصير.

وتتمحور القصة حول شخصية زينب، تاجرة مخدرات مدانة، تجد نفسها عاجزة عن البقاء خلف القضبان بعدما يتم إيداع ابنتها إيناس في دار للرعاية الاجتماعية، عقب صدور الحكم عليها. وبدافع أمومي بحت، تقرر زينب الفرار من السجن لإنقاذ ابنتها من المصير المجهول.

وتنجح زينب في مهمتها، لتبدأ رحلة الهروب التي تتخذ طابعا بوليسيا مثيرا، بعد سرقتها شاحنة واختطافها لسائقتها أسماء، وهي شخصية مركبة تحمل بدورها جروحا من واقع قاس، تجعلها تتأقلم سريعا مع الحدث غير المتوقع.

ولا يقتصر الفيلم على كونه قصة هروب من العدالة، بل يغوص في تيمات عميقة، من أبرزها: الأمومة، والحرية، والهوية، والتضامن النسائي، في قالب سينمائي يمزج بين التشويق والإثارة وبين البعد الإنساني والسيكولوجي للشخصيات.

وأظهرت ياسمين بنكيران، في أولى تجاربها الإخراجية الطويلة، أسلوبا بصريا مميزا، اعتمد على مشاهد الطريق، والبيئة الطبيعية المتنوعة للمغرب، من صخب المدينة إلى وعورة الجبال، مما أضفى على الفيلم بعدا جماليا يعكس التوتر الداخلي لشخصياته النسائية.

وقبل عرضه على شاشة التلفاز، جاب “ملكات” عددا من المهرجانات السينمائية الدولية، من بينها مهرجان البندقية السينمائي، حيث رشح لعدة جوائز، ومهرجان مراكش الدولي للفيلم، الذي احتفى بالعمل ضمن برمجته الرسمية.

وإلى جانب “ملكات”، ستعرض قناة “الأولى”، مساء كل يوم جمعة، الفيلم السينمائي “على الهامش” للمخرجة جيهان البحار، بالإضافة إلى فيلم “علي صوتك” للمخرج نبيل عيوش، وفيلم “التمرد الأخير” للمخرج جيلالي فرحاتي.

وجدير بالذكر، أصبح عرض الأفلام السينمائية على شاشة التلفاز، خاصة تلك التي عرضت سابقا في المهرجانات أو قاعات السينما، يحظى بتفاعل متزايد من طرف الجمهور المغربي، لما تحمله هذه الخطوة من تقارب بين الفن السابع والمشاهد.