تدير نحو خمس نساء فلسطينيات مطعماً مبنياً من الطين يقدم الأكلات الشعبية الفلسطينية في منطقة الديوك الفوقا، قرب مدينة أريحا في الأغوار الفلسطينية شرق الضفة الغربية، في مشروع حديث العهد تابع لجمعية نسوية في المنطقة.
ويختلف مطلعم “ارميلية” كما اتفقت النسوة على تسميته عن المطاعم الأخرى في فلسطين، فهو مبني من الطين على خلاف مباني المنطقة المبنية من الإسمنت والحجر، من أجل إحياء هذه العادة الفلسطينية في الأغوار، وهي بناء المنازل الطينية.
ويتميز المطعم أيضاً عن غيره بأن القائمات عليه هن من النساء الفلسطينيات القرويات، من حيث الإدارة المتمثلة في جمعية (الديوك الفوقا والنويعمة النسوية)، أو من حيث العاملات في أقسامه المختلفة، وفق ما تقوله عائشة ابراهيم من الجمعية.
وأضافت عائشة في حديث لـموقع 24 “بعد عمل دام نحو خمسة أشهر، استطعنا إخراج فكرة المطعم إلى النور، وهو إنشاء مطعم شعبي تديره وتعمل فيه النساء، إلى جانب كونه مبنياً من الطين إحياءً لهذه العادة القديمة في المنطقة”.
وأشارت إلى أنه وبعد عمل دراسة احتياج للنساء في المنطقة، تم الاتفاق على إنشاء المطعم من أجل استقطاب النساء العاملات في المستوطنات الإسرائيلية وتشغيلهن، إلى جانب خلق مصدر دخل يمول أنشطة الجمعية”.
ولفتت إلى أن البناء بالطين الذي شاركت فيه النسوة في صنع الطوب الطيني، يهدف إلى تعزيز حضارة البناء من الطين في الأغوار الفلسطينية، إلى جانب كون البناء صديق للبيئة، ومناسب لمناخ الأغوار الحار.
ومن جهتها قالت مديرة المطعم، محاسن ارميلية إن “بناء المطعم تم بمكابس طين بدائية الصنع تم تزويدهم بها من إحدى المؤسسات الدولية التي دعمت ومولت المشروع، من أجل تعزيز هذه الحضارة في المنطقة”.
وأضافت إلى أن “الهدف من المشروع بشكل عام هو الحد من عمالة النساء الفلسطينيات داخل المستوطنات الإسرائيلية في منطقة الأغوار الفلسطينية، من خلال خلق فرص عمل لهن داخل المطعم النسوي”.
وأشارت إلى أن المطعم يقدم الأكلات الفلسطينية التقليدية التي لا تقدمها بالعادة المطاعم الكلاسيكية كالمفتول والمسخن والمنسف والملوخية، وأن طموحهن هو أن يلقى المطعم إقبالاً من قبل زوار المدينة والسياح الأجانب.