كان عام 2024 عاما مليئا بالحزن، حيث فقدنا عددا من الشخصيات البارزة التي أسهمت بشكل كبير في مجالات الفن، والرياضة والإعلام، تاركين وراءهم إرثا غنيا من الإبداع والإنجازات التي ستظل حية في قلوب المغاربة.
ومن الفنانين الذين أمتعوا الجمهور، إلى الرياضيين الذين رفعوا اسم الوطن في المحافل الدولية، وصولا إلى الصحافيين الذين رافقوا الجمهور بأخبارهم وتحليلاتهم، كانت هذه الشخصيات جزءا لا يتجزأ من تاريخنا المعاصر.
وفي هذا التقرير نقدم لكم أسماء بعض الشخصيات والنجوم الذين غادرونا إلى دار البقاء في هذا العام.
. محمد الخلفي (توفي في 21 دجنبر)
كان محمد الخلفي واحدا من أبرز الفنانين في الساحة الفنية المغربية. ولد في الدار البيضاء بتاريخ 2 مارس 1937. لعب أدوارا مختلفة على خشبة المسرح وشارك في العديد من اللقاءات والعروض الفنية والمسرحية.
كان أول لقاءٍ له مع المسرح عام 1957 في “مسرح الهواة” رفقة الطيب الصديقي وأحمد الطيب العلج وغيرهما، وبعدها بدأ مسيرته برفقة أسماء أخرى في الميدان المسرحي. أسس في سنة 1959 فرقة “المسرح الشعبي” ثم فرقة “الفنانين المتحدين” التي قدمت سبعة مسرحيات، أولها مسرحية “العائلة المثقفة” التي لعبت فيها الفنانة ثريا جبران دور البطولة. وكان أيضا من الأوائل الذين التحقوا بالتلفزيون منذ انطلاقته الأولى بالمغرب بداية ستينيات القرن العشرين، حيث قدم أول مسلسل تلفزيوني بوليسي يحمل عنوان “التضحية”، ثم بعد ذلك مسلسل “بائعة الخبز”.
وشارك الراحل في العديد من الأعمال، منها فيلم “سكوت، اتجاه ممنوع” للمخرج عبد الله المصباحي، وفيلم “هنا ولهيه” للمخرج محمد إسماعيل، إلى جانب مشاركته في المسلسل التاريخي “ملوك الطوائف”، وكان أحد أفراد عائلة “بنزيزي” في سلسلة “لالة فاطمة”.
. العربي بنتركة (توفي في 20 دجنبر)
العربي بنتركة، أحد أبرز الوجوه الإعلامية والإبداعية في المملكة المغربية، هو من مواليد الدار البيضاء، سنة 1945. التحق بالإذاعة والتلفزة المغربية عام 1962، وقدم ما يزيد عن 30 برنامجا بين المسموع والمرئي في مجالات الثقافة والفن والآداب والمجتمع والترفيه.
وصدرت لبنتركة كتابات وإبداعات في بعض الصحف والمجلات الوطنية والعربية. كما أنه مؤلف غنائي ومسرحي وسيناريست. ومن مسرحياته “القرية” (1976)، و”راجل ولد امه” (1989)، و”واحة الفرح (عمل مشترك، 1989)”.
ومن أفلامه التسجيلية “المدينة المهجورة” و”قصة الصخرة”، و”عنداك يتحدث الموج” و”واحات تافيلالت”، و”متحف الأسلحة” (فاس)، أما أفلامه التلفزيونية الروائية فتضم على سبيل المثال “شادية” و”قصر السوق” و”الطيابة”.
. مصطفى الزعري (توفي في 3 دجنبر)
مصطفى الزعري هو ممثل مغربي ولد عام 1945، شارك في عدة أعمال سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح، واشتهر بأدواره الكوميدية التي أضفت طابعا خاصا على مسيرته الفنية، حيث استطاع بموهبته الفريدة وأدائه العفوي أن يكسب حب الجمهور ويترك بصمة مميزة في المشهد الفني المغربي.
ويعتبر الراحل من جيل الرواد، بحيث بدأ مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي. لعب أولى أدواره السينمائية سنة 1973 في فيلم “الصمت، اتجاه ممنوع” لعبد الله المصباحي، كما أبدع في أداء عدد من الأدوار الكوميدية، رفقة مصطفى الداسوكين، رفيق دربه، من خلال الثنائي “الداسوكين والزعري”. وتمكن الراحل من سبر أغوار الخشبة واشتغل في مختلف أروقتها من ديكور وملابس وماكياج وإنارة، ومن بين أعماله المسرحية “بنت الزاز” و”الجيلالي طرافولتا”، و”حلوف كرموس” و”دابا تجي دابا”.
. محمد المسيح (توفي في 11 نونبر)
رحل عضو فرقة “المسيح” المعروف بـ”محمد المسيح” تاركا رفيقي دربه في تأثر وحزن شديدين، بعد أزيد من 4 عقود في ممارسة “الحلقة” في جامع الفنا بمراكش، إلى جانب مشاركتهم في مسرحيات.
ويمتد مسار محمد المسيح في “الحلقة” لأزيد من 42 سنة، إذ بدأ بـ”الشلح والعروبي”، قبل أن ينضم إلى فرقة “المسيح”، وشارك أيضا مع عضويه في مسرحيات.
. عبد القادر لشهب (توفي في 10 نونبر)
عبد القادر لشهب هو دبلوماسي مغربي ولاعب كرة قدم سابق. ولد في وجدة، يوم 13 يوليوز 1954، وكان يلعب كرة القدم في شبابه. بدأ مشواره الكروي مع الفريقيين المحليين نادي الاتحاد الوجدي ونادي المولودية الوجدية، قبل انتقاله إلى الدار البيضاء حيث لعب لنادي الوداد الرياضي. سجل 23 هدفا لقيادة الوداد للقب البطولة الوطنية المغربية 1975-197،. وأنهى مسيرته مع نادٍ في سويسرا.
وسبق للراحل عبد القادر لشهب، الذي كان سفيرا للمملكة في كندا واليابان وروسيا، أن حمل قميص المنتخب الوطني في أكثر من مناسبة ولعب أيضا لفرق الاتحاد الإسلامي الوجدي ومولودية وجدة والوداد الرياضي.
. عبد العزيز برادة (توفي في 24 أكتوبر)
عبد العزيز برادة، المزداد بتاريخ 19 يونيو 1989، هو لاعب كرة قدم مغربي سابق، يشغل مركز خط الوسط. وُلد في فرنسا، ومثل المغرب على المستوى الدولي.
توفي الراحل في منزله بفرنسا بعد إصابته بسكتة قلبية مفاجئة، حسب التشريح الطبي التي قامت به السلطات الصحية الفرنسية بأمر من السلطات القضائية.
كان برادة قد بدأ مسيرته مع باريس سان جيرمان الفرنسي وتنقل بين أندية عدة من بينها مرسيليا، ودافع أيضا عن ألوان فريقي النصر والجزيرة الإماراتيين. كما ارتدى قميص المنتخب المغربي 28 مرة، سجل خلالها 4 أهداف.
. نعيمة المشرقي (توفيت في 5 أكتوبر)
نعيمة المشرقي هي فنانة وممثلة مغربية، من أبرز رواد المسرح والسينما والتلفزيون، ولدت بمدينة الدار البيضاء عام 1943، كانت بدايتها في عالم الفن في خمسينيات القرن الـ20 على خشبة مسرح الهواة، في وقت كانت فيه مشاركة النساء في الفن أمرا نادرا.
بدأت نعيمة المشرقي مسيرة الاحتراف مع الفنان المغربي الراحل الطيب الصديقي، إذ قدمت معه مسرحيات ناجحة. تركت إرثا فنيا مهما ينهل من تيمة الإنسان والمجتمع، وحازت في مسارها الفني الطويل جوائز وتكريمات عديدة، من أبرزها توشيحها عام 2012 من طرف الملك محمد السادس بوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط.
قامت الفقيدة بأداء أدوار رئيسية في عدد من المسلسلات من بينها سلسلة “عائلة رام دام”، وفي مجال السينما شاركت في حوالي 20 فيلما مطولا مغربيا وأجنبيا، فضلا عن العديد من الأفلام القصيرة والمطولة المغربية مثل “عرس الدم”، و”لالة حبي”، و”معركة الملوك الثلاثة”. وخاضت الراحلة أيضا تجربة فريدة في التنشيط التلفزيوني حيث قدمت ما بين سنتي 2000 و 2004 البرنامج التعليمي والتثقيفي (ألف لام) على القناة الأولى الذي كان مخصصا لمحاربة الأمية.
وإلى جانب شهرتها في عالم الفن، سبق أن عينت الراحلة نعيمة المشرقي سفيرة للنوايا الحسنة لدى “اليونسيف”، ومستشارة للمرصد الوطني لحقوق الطفل، ورئيسة مساعدة في النقابة الوطنية لمحترفي المسرح.
. بلعيد بويميد (توفي في 24 شتنبر)
يعد الراحل بلعيد بوميد، وهو من مواليد مدينة الجديدة سنة 1951، من رواد الصحافة الرياضية بالمغرب، ترك بصمة واضحة في مجال الإعلام الرياضي الوطني.
بدأ بويميد مسيرته المهنية في مجال الصحافة سنة 1975 بعد عودته من فرنسا، واشتغل صحافيا مهنيا ورسام كاريكاتير في صحيفتي “البيان” الناطقة بالفرنسية و”بيان اليوم” بالعربية. كما عمل محللا رياضيا في العديد من القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية.
وانتخب ابن مدينة الجديدة كاتبا عاما للجمعية المغربية للصحافة الرياضية لسنوات عديدة، كما انتخب مرتين رئيسا للاتحاد الإفريقي للصحافة الرياضية سنتي 2005 و2009. وكان عضوا بالجمعية الدولية للصحافة الرياضية.
. جمال براوي (توفي في 26 غشت)
جمال براوي هو إعلامي وكاتب وصحافي مغربي. يُعتبر واحدا من أبرز الصحفيين المغاربة، حيث قدم الكثير لمجال الصحافة والإعلام من خلال اشتغاله في العديد من المنابر الإعلامية.
عمل الراحل جمال براوي، المزداد سنة 1955 بآسفي، في العديد من المؤسسات الإعلامية الوطنية، وشارك في مجموعة من البرامج الحوارية، التلفزية والإذاعية. كما تقلد مناصب المسؤولية في عدد من الجرائد، أبرزها “لافي ايكو”، و”لوجورنال”، و”لاغازيت دي ماروك”.
كما يعد الفقيد واحدا من الصحافيين الذين يتقنون تحليل الأوضاع السياسية والاقتصادية، من خلال برنامج بث على أثير إذاعة (MFM).
. حسين حياني (توفي في 20 غشت)
حسين حياني صحافي رياضي بارز، له تاريخ طويل في متابعة كرة القدم المحلية والدولية.
الراحل ولد سنة 1937 بإقليم تاونات، بدأ مسيرته المهنية في الصحافة المكتوبة بمجلة الإذاعة الوطنية الأسبوعية ”صوت المغرب”سنة 1961، ومنها انتقل إلى قسم الرياضة بالإذاعة الوطنية سنة 1962 باقتراح من أستاذ عبد اللطيف الغربي.
كان الراحل الحسين الحياني أول من أصدر جريدة مختصة بالرياضة عام 1966، بعنوان “الرياضي”، ثم أصدر كتاب “الرياضة المغربية.. شواهد وأسرار” سنة 1992 و”العربي بنمبارك لاعب القرن” سنة 2002، ورواية “صهيل منتصف الليل” عام 2008.
الفقيد الحسين الحياني كان الصحافي الوحيد في المغرب الذي مارس المهنة في مختلف المنابر الإعلامية: المقروءة والمسموعة والمرئية، واحترف كل الأجناس في المسؤوليات والإنتاج والممارسة، كالتحرير والوصف والمعالجة والنقد والإشراف على تحرير الصحف وإدارتها طوال أكثر من 47 سنة.
. السعدية اللوك (توفيت في 24 يوليوز)
الفنانة السعدية اللوك، من مواليد مدينة مراكش الحمراء، شاركت بمجموعة أعمال فنية كوميدية، واشتهرت لدى المغاربة بلهجتها الشعبية وتمثيلها العفوي.
عاشت الراحلة خلال السنوات الأخيرة من حياتها وضعية مزرية، بعد تدهور حالتها الصحية ومعاناتها الطويلة مع المرض الذي جعلها طريحة الفراش لفترة طويلة.
وتعتبر السعدية اللوك من أوائل بنات مراكش اللواتي ولجن عالم التمثيل، حيث قدمت مجموعة من الأعمال الفنية المتنوعة على مستوى التلفزيون والسينما.
. مصطفى الداسوكين (توفي في 6 يوليوز)
يعد الراحل مصطفى الداسوكين، وهو من مواليد 1942 بالدار البيضاء، واحدا من رواد المسرح وشاشة التلفزيون الذين أغنوا الساحة الفنية بعدد من الأعمال، التي لاقت نجاحا كبيرا لدى الجمهور المغربي، من خلال عدد من الأدوار الكوميدية التي أبدع في أدائها.
برع الفقيد في أداء أدوار متميزة رفقة رفيق دربه مصطفى الزعري من خلال الثنائي “الداسوكين والزعري”. كما اشتهر في عدد من المسلسلات على رأسها “ستة من ستين”، و”دموع الرجال”، و”خمسة وخميس”، و”شوك السدرة”، بالإضافة إلى مجموعة من السيتكومات، من بينها “نسيب الحاج عزوز”، و”عائلة سي مربوح” و”الهاربان”. أما على مستوى المسرح، فقد قدم الراحل مصطفى الداسوكين عددا من الأعمال سواء مع فرقة “المسرح الوطني محمد الخامس” أو “مسرح اليوم”، من أهمها “الله يدينا فالضو”، و”قولو العام زين” و”بنت الخراز”.
. عبد اللطيف أخريف: (توفي في 6 يوليوز)
توفي عبد اللطيف أخريف، وهو لاعب اتحاد طنجة، غرقا في حادث مأساوي يوم 6 يوليوز 2024، بشاطئ ريستينغا بمدينة المضيق أثناء رحلة استجمام.
وكان عدد من المصطافين الجزائريين عثروا أثناء رحلة عبر الدراجات المائية، على جثة متوافقة مع تفاصيل جسم وملابس عبد اللطيف أخريف، البالغ من العمر 24 عام، ليتم نقلها إلى مستوع للأموات بالجزائر.
وقد ظل النظام العسكري الجزائري يحتجز جثمان الاعب أخريف لحوالي خمسة أشهر، في مستودع للأموات.
. المهدي الدغوغي (توفي في 20 يونيو)
فقد عالم “المستديرة” أحد نجومه، المهدي الدغوغي، عن عمر يناهز 28 سنة، إثر تعرضه لحادثة سير خطيرة.
بدأ الدغوغي مسيرته الكروية في مدرسة نادي الوداد الرياضي، حيث لعب في صفوف الناشئين والشباب قبل أن يصبح أحد أعضاء الفريق الأول في عام 2015، ولكنه شارك في بعض التدريبات فقط دون خوض مباريات رسمية.
انتقل الدغوغي إلى عدة أندية رياضية، كان أولها مباشرة بعد الوداد فريق الرينسانس الرياضي، ومن بعده انتقل إلى فريق اتحاد طنجة عام 2017 ليخوض تجربة جديدة في مسيرته.
في عام 2019، انضم اللاعب إلى فريق جمعية شباب سلا، ومنه انتقل إلى الوداد ليلتحق عام 2021 إلى فريق شباب خنيفرة.
وانتقل الدغوغي، مرة أخرى، إلى نادي مالكا، ومنه إلى نادي برشيد وكان نادي الاتحاد البيضاوي من آخر الأندية التي لعب فيها قبل حادثة الوفاة المأساوية.
. منصف الحداوي (توفي في 15 أبريل)
كان منصف الحداوي (21 أكتوبر 1964 – 15 أبريل 2024) من أبرز اللاعبين الذين مثلوا المنتخب الوطني المغربي.
حمل الراحل قميص “أسود الأطلس” في ثمانينيات القرن الماضي، كما تدرج ضمن الفئات الصغرى لفريق جمعية سلا، وحمل قميص “فارس الرقراق”، حيث كان يلعب مدافعا أوسط ووسط ميدان، وكان ضمن الجيل الذهبي الذي صنع للمغرب وإفريقيا والعرب ملحمة مكسيكو 1986، بالصعود لأول مرة للدور الثاني من نهائيات كأس العالم.
واحترف الفقيد بالدوري البرتغالي، حيث لعب لمواسم لنادي أكاديميكا كويمبرا.
. عبدو شريف (توفي في 8 مارس)
يعد عبدو شريف من أشهر الفنانين المغاربة الذين عرفوا بتقديم أعمال طربية وإعادة إحياء أغان خالدة للجيل القديم، أبرزها أعمال عبد الحليم حافظ وأم كثلوم.
كسب الراحل شعبية واسعة خارج المغرب بعد تألقه في الغناء على مسرح “دار الأوبرا” المصرية، ولقبه الجمهور المشرقي بـ”العندليب الجديد” و”خليفة العندليب الأسمر”.
. محمد بن عبد الله الجندي (توفي في 5 مارس)
محمد بن عبد الله الجندي هو أحد الممثلين الموهوبين في المغرب، بصم على مشوار فني مميز أغنى الخزينة الثقافية المغربية على مدار أزيد من أربعة عقود من الزمن.
تألق الراحل خلال مشاركته في أعمال فنية عدة زاوج من خلالها بين المسرح والسينما والتلفزيون، كما أطل على الجمهور من خلال أعمال عربية تاريخية تميز بمشاركته فيها، من ضمنها مسلسل “ربيع قرطبة” ومسلسل “ملوك الطوائف”، ومسلسل “آخر الفرسان” ومسلسل “نور مكة” ثم مسلسل “عمر”.
وينتمي الفقيد لعائلة فنية عريقة بالمغرب، أنجبت نخبة من المشخصين الذي حققوا نجاحا كبيرا بأدوار متنوعة، من بينهم الممثل الراحل محمد حسن الجندي، رائد المسرح والسينما والتلفزيون في المغرب وفي العالم العربي.
. حميد نجاح (توفي في 28 فبراير)
الفقيد حميد نجاح من مواليد سنة 1949 بمدينة الدار البيضاء، جمع بين تجارب مسرحية عديدة تألق من خلالها فوق الركح، كما عرفه الجمهور المغربي كمشخص موهوب ومخرج ومنفذ للديكور بعد أخذه تكوينات وتداريب مسرحية في بداية السبعينيات.
قدم الفنان الراحل مجموعة من الأعمال على مستوى التلفزيون والسينما، أبرزها “أحداث بلا دلالة” لمصطفى الدرقاوي سنة 1974، و”حلاق درب الفقراء” للراحل محمد الركاب سنة 1982، و”الزفت” للطيب الصديقي سنة 1984، وغيرها.
وتخلى حميد نجاح عن المهنة التي شغلها في بداية حياته كمحاسب بالمكتب الوطني للكهرباء، من أجل “الفن”، وهو الاختيار الذي أكد، في تصريحاته، أنه غير نادم عليه وأنه قرار جاء عن قناعة راسخة بكون التمثيل أو الرسم أو المسرح وسائل للتعبير تتيح لممارسها ترك بصمته الخاصة.
. عمر الشريف (توفي في 13 فبراير)
توفي المغني الشعبي المغربي عمر الشريف بمنزله بمدينة الدار البيضاء، بشكل مفاجئ، حيث عثر عليه أحد أصدقائه المقربين.
واشتهر الفقيد في الساحة الفنية بأدائه للصنف الشعبي المغربي، كما يعد واحدا من الفنانين المرموقين ومن نجوم الأغنية الشعبية المغربية، وذلك من خلال حضوره اللامع في السهرات الفنية والمهرجانات، والمناسبات المختلفة.
وكانت أغاتي عمر الشريف تتناول أمور الحياة اليومية، ومن أشهر أغانيه نذكر: “مليكة” و”الغزال”، و”متبت ليك بريا”، و”قالو نايضة”.
. عباس الجراري (توفي في 20 يناير)
عباس الجيراري هو باحث مغربي، ومؤرِّخ وناقد أديب، وأستاذ جامعي، ومستشار الملك محمد السادس.
الراحل الجيراري، ولد في 15 فبراير 1937 بالرباط، يعد عميد الأدب بالمغرب وأحد رواد الثقافة والفكر سواء في المملكة أو في العالم العربي. شغل عدة مناصب جامعية وعلمية، حيث كان عضوا في أكاديمية المملكة المغربية، وأستاذا بكليات الآداب بفاس ومكناس والرباط، وعميدا لكلية الآداب بجامعة القاضي عياض بمراكش. كما كان الجراري مكلفا بمهمة في الديوان الملكي، وشغل منصب أمين الشؤون الخارجية بسفارة المغرب بالقاهرة سنة 1962، ورئيس المجلس العلمي الرباط-سلا (1994) وخطيب مسجد للا سكينة بالرباط في 1989. وعينه الملك الحسن الثاني عام 1979 أستاذا في “المدرسة المولوية”، قبل أن يعين مستشارا ملكيا.
وحصل الجيراري على وسام العرش من درجة ضابط كبير، وكذا على وسام المؤرخ العربي، وجائزة الاستحقاق الكبرى، ووسام الاستحقاق بمصر. وألف عدة كتب مرجعية في مجالات الأدب المغربي والثقافة الشعبية والأدب العربي والإسلامي والفكر والدراسات الإسلامية.
. لحسن زينون (توفي في 16 يناير)
غادرنا إلى دار البقاء المخرج السينمائي المغربي ومصمم الرقصات الشهير لحسن زينون عن عمر يناهز الـ79 عاما.
كان الراحل قد حصل على أول جائزة في الرقص من المعهد البلدي بالدار البيضاء سنة 1964، واشتغل مع كبار الكوريغرافيين، مثل “بيتر فان ديك” و”جورج لوفيفر” و”أندي لوكليرهان فوص” و”جان برابان”، قبل أن يؤسس سنة 1978 مع زوجته “ميشال باريت” مدرسة للرقص وفرقة (باليه – مسرح زينون)، التي تخرج فيها راقصون عديدون. ونال المخرج السينمائي المغربي شهرة عالمية، وقدم عروضه في الغرب وفي العالم العربي، وأسهم في تصميم الرقصات لعدد من الأعمال السينمائية منها The Last Temptation of Christ (1988) لمارتن سكورسيزي، وThe Sheltering Sky (1990) لبرناردو برتولوتشي.