تم بالعاصمة البنمية الاحتفاء بغنى التراث الثقافي والفني الذي يزخر به المغرب، وذلك بمناسبة ملتقى تم تنظيمه تحت شعار “المغرب في بنما لنسج الأواصر”.
وجرى تنظيم العديد من الفعاليات الفنية والثقافية في إطار الدورة الأولى لهذا الملتقى (20 -24 ماي الجاري)، بشراكة بين وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ووزارة الشباب والثقافة والتواصل والمكتب الوطني المغربي للسياحة وسفارة المملكة ببنما، ووزارة العلاقات الخارجية ووزارة الثقافة والمعهد التقني العالي المتخصص عن الجانب البنمي.
وفي هذا الإطار، احتضن القصر الرئاسي بهذا البلد الكاريبي، حفلا بمناسبة استكمال أشغال تجديد الفناء الأندلسي بهذا القصر، وهو الورش الذي أنجزه بإتقان صناع وحرفيون مغاربة.
وحسب بلاغ للتمثيلية الدبلوماسية للمغرب في بنما سيتي، ترأست السيدة الأولى لبنما، يازمين كولون دي كورتيزو، هذا الحفل، وأشادت خلاله بالتقدم الإيجابي الذي تشهده العلاقات بين المغرب وبنما، معربة عن شكرها وامتنانها للمملكة المغربية التي بادرت إلى ترميم هذه التحفة المعمارية.
وخلال الحفل الذي حضرته على الخصوص وزيرة الثقافة البنمية ووزير الرئاسة وشخصيات بنمية رفيعة المستوى، تكريم المهندسين والصناع المغاربة الذين أشرفوا على إنجاز هذا العمل.
من جانب آخر، افتتحت وزيرة الثقافة البنمية، جيزيل غونزاليس فيلاروي، رفقة سفيرة المملكة، بشرى بودشيش، معرضا للصور يبرز تراث المغرب الثقافي والحضاري.
وبساحة الكاتدرائية التاريخية، أحيت فرقة لموسيقى كناوة ومجموعة للآلة الأندلسية بتطوان، عروضا بمشاركة مجموعة موسيقية منحدرة من أصول إفريقية، تخليدا ليوم إفريقيا.
وحسب البلاغ، شكل الحفل الختامي حدثا بارزا آخر ضمن فعاليات هذه التظاهرة الثقافية والفنية، والذي تم تنظيمه بقصر “سيمون بوليفار”، مقر وزارة العلاقات الخارجية البنمية، بحضور شخصيات من عالم السياسة والدبلوماسية والأعمال.
وأبرزت وزيرة العلاقات الخارجية بهذا البلد الكاريبي، جاناينا تيواني مينكومو، أوجه التشابه بين المغرب وبنما، موضحة أن بلادها تعد بوابة ولوج لأمريكا اللاتينية، فيما يشكل المغرب بوابة نحو إفريقيا وفاعلا رئيسيا في العالم العربي.
واستعرضت مختلف أوجه التعاون بين البلدين في عدد من المجالات، لاسيما التكنولوجيا، والطاقات المتجددة والسياحة والثقافة.
من جانب آخر، أشادت الوزيرة البنمية بإنجاز المغرب لـ”مكتبة الملك محمد السادس” في برلمان أمريكا اللاتينية (بارلاتينو) ببنما سيتي، وتجديد البهو الأندلسي في القصر الرئاسي للجمهورية، مؤكدة “أنه شرف كبير أن نستفيد من الإرث الثقافي التاريخي الذي راكمه المغرب على مدى قرون، وأن يتم تحفيز دينامية التبادل الثقافي خدمة للتنمية المستدامة”.
من جانبها، أكدت سفيرة المغرب التزام المملكة بتوطيد العلاقات الثنائية وجعلها نموذجا لأواصر الصداقة والتعاون، وذلك تماشيا مع رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يؤكد على أهمية تعزيز علاقات التعاون جنوب-جنوب.
وأشارت إلى أهمية العمل المشترك بغية الارتقاء بعلاقات الصداقة والتعاون إلى مستوى الشراكة النموذجية.