أوباما والخليج وإيران..العزف على وترين

أسدل الستار يوم أمس الخميس على القمة الأمريكية الخليجية التي استضاف فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما زعماء دول مجلس التعاون بمنتجع كامب ديفيد خلال يومين.
القمة انطلقت في ظل موقف سعودي غير راض على التقارب الأمريكي الإيراني، وهو ما عكسه تخلفه الملك سلمان عن حضور القمة، وتعبير القوى الخليجية عن رغبتها في رؤية مزيد من التزام الحليف الأمريكي بضمان أمنها وسط حالة الفوضى والاحتراب التي تسود المنطقة العربية.
واشنطن وجدت نفسها مطالبة بتجديد موقفها الثابت بضمان أمن حلفاءها في الخليج بنبرة أقوى، وهو ما عكسه تعهد الرئيس الأمريكي بأن بلاده ستدرس إمكانية استخدام القوى من أجل الدفاع عن أصدقائها والتصدي لأنشطة إيران التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة.
الكاتب الصحفي ديفيد إغناشيوس اعتبر في مقال له بصحيفة “واشنطن بوست” أن “العرب حصلوا على ما يريدون، وهو الضمانات الأمريكية بخصوص استعداد واشنطن لمواجهة التدخل الإيراني في المنطقة، بينما حصل أوباما على التأييد الخليجي لمواصلة جهوده في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران”.
مع ذلك يرى إغناشيوس أن الارتياب سيستمر من كلا الطرفين، لكن ذلك لا يمنع من كون اللقاء شكل فرصة لتعزيز علاقات واشنطن مع دول الخليج في الوقت الذي تقترب فيه من إبرام اتفاق مع إيران. أوباما، سيكون في هاته الحالة، كمن “يمتطي جوادين”، وهي استراتيجية تتبعها عدد من دول المنطقة من بينها إيران والسعودية.
فضلا عن الموضوع الإيراني كان الوضع الإقليمي في سوريا وليبيا على أجندة القمة، حيث أطلع كاتب الدولة الأمريكي في الخارجية، جون كيري، زعماء الخليج على تفاصيل لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحدثهم عن رغبة الولايات المتحدة في أن تلعب روسيا دورا في مسلسل انتقال سياسي بعيدا عن نظام بشار الأسد.
وحث أوباما والمسؤولون الأمريكيون دول الخليج على الاستمرار في دعمها لفصائل المعارضة المسلحة في سوريا لكي لا تسقط البلاد في قبضة متطرفي “داعش” أو “القاعدة” في فترة ما بعد الأسد.
من جانبه اعتبر الكاتب رودجر كوهين، في مقال بصحيفة “نيويورك تايمز”، أنه من الصعب على إدارة أوباما العزف على وتري طمأنة حلفائها في الخليج ضد التمدد إيران وحلفائها في المنطقة والمضي في اتجاه إبرام اتفاق مع طهران بخصوص برنامجها النووي.
هذا ما يفسر حسب كوهين امتناع الملك سلمان عن حضور قمة كامب ديفيد وقيام السعودية بضرب الحوثيين الذين تراهم كعملاء لإيران باليمن. هناك إحساس في الخليج بأن أوباما تخلى عن حلفائه بغية التقارب مع إيران.
ويؤكد كوهين أن زعماء الخليج يعتقدون أن مناورات إيران في المنطقة ستتعزز في حال تم إبرام اتفاق بخصوص برنامجها النووي وسيحقق التقارب الأمريكي الإيراني متنفسا لطهران للحصول على مزيد من الموارد المالية بعد العقوبات المفروضة.
ويرى كوهين أنه على الرئيس أوباما أن يمضي باتجاه إبرام اتفاق مع إيران وعدم الاكتراث بالمخاوف الخليجية معتبرا أن تمدد هاته الأخيرة في المنطقة لا علاقة له ببرنامجها النووي.

اقرأ أيضا

ليبيا تحبط مخطط الجزائر.. الرئيس الموريتاني يتسلم رسالة من المنفي تتعلق بتفعيل اتحاد المغرب العربي

يبدو أن محاولة النظام الجزائري الساعية إلى خلق إطار بديل يحل محل اتحاد المغرب العربي، قد باءت بالفشل الذريع.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *