قال محمد كريشان، كاتب وإعلامي تونسي، إن المعتقلين غازي الشواشي ورضا بلحاج وعصام الشابي، وجميعهم قيادات معارضة معروفة ومحترمة صدرت ضدّهم مؤخرا أحكام ثقيلة في ما عرف بـ«قضية التآمر»، تم نقلهم إلى سجون أخرى بعيدة عن مقر إقامة عائلاتهم في العاصمة دون إعلام مسبق، وهو نفس ما جرى مع الصحافية شذى الحاج مبارك.
وتابع، في مقال جاء تحت عنوان “التنكيل بالسجناء السياسيين في تونس”، نشر على اعمدة صحيفة “القدس العربي”، قائلا “كأن المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي في تونس لا تكفيهم الأحكام القاسية التي سلّطت عليهم فإذا بالتعسف والتنكيل يلاحقهم حتى وهم في السجون”
واوضح أن المحامي سامي بن غازي، المعروف بدفاعه عن قضايا الحريات وحقوق الإنسان كتب يقول عن كل ما حدث «إنّ إبعاد السجين عن أسرته لا يُختزل في مجرد تغيير لموقع الاحتجاز، بل هو وجع إضافي يُلقى على كاهل العائلة، يتسلّل إلى تفاصيلها اليومية ويثقل أنفاسها: أمّ تُرهقها الطرقات الطويلة، وزوجة تقاسي مرارة البُعد، وأبناء يُربّون على الغياب ويكبرون على حرمان اللقاء، وإخوة تزداد المسافة بينهم وبين من يحبّون».
ويضيف أنه «حين يُنقل الموقوف إلى سجن يبعد مئات الكيلومترات (…) فإنّ الضرر لا يطال السجين وحده، بل يمتدّ إلى المحامي نفسه، الذي يُجبر على هدر الساعات في الطرقات، ويتعذّر عليه التواصل الدوري مع موكّله، وتتقلّص قدرته على متابعة الملف كما ينبغي. بهذه الطريقة، لا يُقيّد السجين فقط، بل يُقيَّد حقّ الدفاع في أعمق تجلياته»..