بسبب القمع المستبد في الجارة الشرقية، يلجأ الشباب الجزائري إلى “الغرافيتي” للتعبير عن المشاكل التي يتخبط فيها، تحت حكم العسكر، حيث انتشر فن الجدرايات بشكل كبير في بلاد الكابرانات خلال السنوات الماضية، وخاصة منذ الحراك الشَّعبي، وأصبح يشكل متنفسا للشباب للتعبير عن مختلف الظواهر الاجتماعية والسياسية، ليحرج بذلك السلطات.
غير أن هذا الفن، ظل “بالنسبة للنظام العسكري الجزائري “فنا منبوذا يشوه العمران والشوارع”، لأنه يضم عبارات اجتماعية وأخرى سياسية، ورسائل مباشرة أو مشفرة، حيث لا تكاد تلتفت يمينا أو يسارًا، حتى تقابلك رسمة أو جملة تحاكي واقعا معاشا.
وكان فن “الغرافيتي” قد برز بشكل لافث للنظر خلال أيام الحراك الشَّعبي في الجزائر (2019-2021)، والذي طالب بدولة مدنية بدلا من العسكرية الحالية، إذ انتشرت الرسومات السياسية، ولاقت اِستحسانا عند العديد، ثم صارت تشكل وسائل لتوجيه انتقادات لنظام الحكم المستبد.
ويعرف”الغرافيتي” أيضا بأسماء مثل “الفن المقاوم”، و”المقاومة بالفن”، و”التصدي بالفن”، و”فن الثورة”، لكونه فن يمثل دور التمرد المنبعث من بين المظلومين والمحرومين والمضطهدين، ورسالة تعادل عند الحكومات القنابل والصواريخ المدمرة، لانه تعبير الشعوب عن رفضها للقمع.