نددت المعارضة التونسية شيماء عيسى، التي أفرج عنها في يوليوز الماضي بعد قضاء 5 أشهر رهن الاعتقال، بالتطوّر “السخيف والتعسّفي”، الذي تشهده تونس منذ “الانقلاب” الذي قاده الرئيس قيس السعيّد.
وأكدت شيماء عيسى، التي كانت أول معتقلة سياسية، تحت حكم قيس السعيد، في حوار مع صحيفة “لوموند” الفرنسية، على أنه باسم “أمن الدولة”، أصبحت الحكومة أكثر قسوة وعدوانية.
وقالت: “لقد عشت لحظات استثنائية يوم إطلاق سراحي، سواء في الداخل، أو مع السجناء، أو في الخارج مع كل هؤلاء الأشخاص الذين كانوا ينتظرونني في الخارج. لقد ألقى بنا نظام قيس السعيّد إلى السجن، لكنه لم يكسب شيئا. هذا الوضع سخيف، ويؤثر علينا بشكل جماعي. لا يمكن أن يستمر”.
وفيما يتعلق بوضعها منذ خروجها من السجن، أكدت شيماء أنها لا تشعر بالحرية، خاصة أن رفاقها ما زالوا معتقلين. وقد اكتشفت أن ما تعرض له أحباؤها من إذلال واعتداءات، والأكاذيب التي قيلت عنها، كان له تأثير أيضًا عليها.
وأشارت إلى أنها اليوم لم تعد تستطيع العمل، وهي ممنوعة من السفر والظهور في “الأماكن العامة”. وهذا القرار الأخير غير مفهوم من الناحية القانونية، لكنه جزء من نفس منطق الحرمان من الحرية.
وخلصت شيماء عيسى للقول: “الآن أريد أيضا النضال من أجل حقوق السجناء، ومن أجل سلامتهم الجسدية والنفسية. لا توجد عائلة واحدة في تونس ليس لديها قريب في السجن. لن يتبعنا الناس بالضرورة لمحاربة الانقلاب، لكن عندما يتعلق الأمر بالظلم، يمكننا أن نجد بعضنا البعض. السجن ليس حلا. الحياة اليومية عبارة عن صراع، ولا يتم احترام حقوق الإنسان، ويتم تجريد السجناء من إنسانيتهم. إنه جزء من كفاحي الآن، لقد وعدت زملائي السجناء بأن أجعله أولوية”.: