تمكن تنظيم الدولة الإسلامية في الفترة الأخير من استقطاب مجموعة من الخبراء في مجال الكيمياء والفيزياء إضافة إلى علوم الحاسوب، إلى صفوفه وذلك من أجل الاستعداد لشن حرب جديدة على الدول الغربية باعتماد أسلحة الدمار الشامل.
ووفق ما أشارت إليه صحيفة “دي فيلت” الألمانية، كشف تقرير تم إنجازه من طرف البرلمان الأوروبي عقب الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، عن مساعي تنظيم الدولة لامتلاك أسلحة دمار شامل لاستهداف الدول الغربية، وذلك من خلال استقطاب ذوي الشهادات الجامعية في تخصصات الكيمياء والفيزياء.
وحسب التقرير، يخطط التنظيم الإرهابي إلى تصعيد حربه ضد الدول الغربية، عبر شن حرب باستخدام الأسلحة الكيماوية وأسلحة الدمار الشامل، الأمر الذي حذر منه عدد من الخبراء خلال الفترة الأخيرة،
على اعتبار أن الحصول على هذه الأسلحة بات سهلا في السنوات الأخيرة.
وأضافت الصحيفة الألمانية أن تمكن “داعش” من تنفيذ عدة الهجمات في مدن كان أبرزها أنقرة وسيناء وباريس وتونس مؤخرا، مخلفا مقتل حوالي 500 شخص، زاد من رغبة هذا الأخير في التصعيد من حدة هجماته، وإحداث “صدمة حقيقية وخسائر بشرية أكثر” لدى الغرب.
وإلى ذلك، حذر عدد من المسؤولين الأوروبيين من التهديد الذي بات يشكله تنظيم الدولة الإسلامية، حيث شدد مدير الشرطة الأوروبية “اليوروبول”، روب واينرايت على ضرورة استعداد أوروبا لخطر تنظيم الدولة.
ومن جهتها، أكدت المحللة السياسية في البرلمان الأوروبي، بياتريكس إيمانكامب أن التنظيم الإرهابي قام في استقطاب المئات من العناصر الجديدة إلى صفوفه في الآونة الأخيرة، خاصة حاملي الشهادات العليا في الفيزياء والكيمياء والمعلوميات، الأمر الذي قد يساعد التنظيم على إنتاج أسلحة فتاكة باعتماد معدات بسيطة.
هذا وحذر خبراء أوروبيون بدورهم، من احتمال توجه أنظار تنظيم “داعش” نحو تنفيذ هجمات باعتماد متفجرات يدوية الصنع قد تحتوي على مواد بيولوجية أو كيماوية أو نووية، الأمر الذي سبق وحذرت منه المخابرات الأمريكية خلال شهر غشت المنصرم، حين تحدثت عن احتمال تطوير ما أسمته “إستراتيجية الذئاب المنفردة” في إشارة إلى الهجمات الفردية عن طريق استخدام أسلحة الدمار الشامل.
وفي نفس الإطار، أكد مدير مركز مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل التابع لحلف الناتو، وولفغانغ روديشاور أن “داعش” أصبح التنظيم الأخطر في المنطقة، مشيرا إلى أن “أوروبا تتعامل مع منظمة إرهابية مجهزة بشكل جيد ومتطورة وقادرة على فعل الكثير”
وشددت الصحيفة، على خطورة حصول عناصر تنظيم الدولة في أوروبا، على مادتي “غاز السارين” و”الأنتراكس”، اللتين تعتمدان بالأساس في صنع الأسلحة الكيماوية، خاصة وأن مقاتلي التنظيم في كل من سوريا والعراق ينجحون في الحصول على مثل هذه المواد الخطيرة بسهولة.
ولعل الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة باريس قبل شهر، والتي أودت بحياة 130 شخصا، زادت من مخاوف الحكومات الغربية، التي تأهبت أمنيا استعداد لهجمات مماثلة باعتماد الأحزمة الناسفة كما عهد التنظيم، أو عن طريق هجمات كيماوية، كما يخشى البعض.