يرى الكاتب البريطاني سايمون جينكنز أن ردة الفعل الدولية حول هجمات باريس التي تبناها تنظيم “داعش” حققت ما كان يصبو إليه التنظيم.
وكتب جينكز مقالا نشره موقع “ذي غارديان” البريطاني انتقد فيه كيف تم تعظيم العمليات التي شنها التنظيم وتقديم عناصره كمحاربين وليس كمجرمين، ما جعل أن العالم سقط في شبكة الخوف التي نسجتها “داعش”.
وأضاف جينكنز أن قوة “الإرهاب” لا تكمن في العمليات التي يشنها بل في ما يتبعها، حيث أن طبيعة ردة الفعل هو ما يعطي امتدادا سياسيا لهاته العمليات.
وعلى غرار ما قام به تنظيم القاعدة في 11 سبتمبر 2011 وردة الفعل التي أعقبت تلك العمليات، يريد “داعش” أن يخرج العالم عن السيطرة، وتعلن حالة الطوارئ ويتم التضييق على المسلمين المعتدلين ليعمل على توظيف هذا الوضع لصالحه.
في خضم كل ذلك، يبدو القادة الغربيون كمن أصابهم عمى البصيرة، يضيف الكاتب الإنجليزي. فبابا الفاتيكان يتحدث عن حرب عالمية ثالثة، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يتحدث عن هتلر والنازية، والأموال تضخ لتشغيل الآلة العسكرية، فيما أظهرت الضربات الجوية الفرنسية على الرقة أن الطائرات فعالة بدورها في قتل الأبرياء كما هو الحال بالنسبة للرشاشات والبنادق على الأرض.
في هذه الأثناء، تتحرك “قوى الظلام” المعادية للحريات في أوروبا وهي تعتقد أن الوقت قاد حان من أجل تقزيمها، وهو ما تؤكده مطالب السلطات بتكثيف عمليات المراقبة، فضلا عن زيادة الدعم العسكري والأمني.
ويعتقد سايمون جينكنز أن بن لادن أظهر أن عمليات القتل الجماعي هي أسرع طريقة لإذكاء نار السياسات القائمة على الخوف. خوف يتسبب في تغييب المنطق الديمقراطي في الحكم على الأمور، ويخلق ردود أفعال مبالغ فيها تقود بدورها إلى ظهور أعداء جدد أكثر شراسة.
ويمضي الكاتب في التحذير من هذا النوع من ردود الفعل بالقول إن هجمات باريس مأساة لا ينبغي تصويرها على أنها إعلان حرب.
فالحرب في نظر جينكنز تتم بين دولتين. وهذه الهجمات لم تهدد الوحدة الترابية لأي أحد، حيث يحذر الكاتب من السقوط في فخ اللعبة التي تريد “داعش” أن تعلبها.
ردة الفعل التي أعقبت هجمات باريس تعزز موقف “داعش” في ادعائها بأنها تخوض جهادا ضد الغرب، وبالتالي منحها الانتصار الذي تريد.
إقرأ أيضا: وزير العدل الألماني محذرا: “داعش تريد تأليب الأوربيين ضد اللاجئين”