ضرب الإرهاب في عمق فرنسا مجددا. العاصمة باريس عاشت ليلة أمس الجمعة على وقع عمليات إرهابية هي الأسوأ في التاريخ الفرنسي. إطلاق نار وعمليات انتحارية لأول مرة، وحصيلة ثقيلة من الضحايا تبقى مرشحة للارتفاع.
127 قتيلا وحوالي 200 جريح 80 منهم في حالة خطيرة إلى حد كتابة هذه الأسطر. فرنسا استفاقت على وقع صدمة ليلة الأمس الدامية.
8 إرهابيين نشروا الرعب في قلب باريس في ست عمليات غير مسبوقة. إحداها استهدفت محيط ملعب “ستاد دوفرانس” الذي كان يحتضن مباراة ودية بين منتخبي فرنسا وألمانيا بحضور الرئيس فرانسوا هولاند.
العملية الثانية تمت داخل قاعة العروض باتكلان حيث كانت فرقة أمريكية تحيي حفلا موسيقيا. هناك أوقع المهاجمون أكبر عدد من الضحايا. 82 ضحية سقطوا في العملية.
في تلك الأثناء كان زبناء ثلاثة مقاهي وحانة بالقرب من ساحة “لاريبوبليك” يلاقون مصيرا مشابها حيث قتل حوالي 40 شخصا في هجمات استهدفت مطعما كامبوديا وحانة بالدائرة العاشرة، ومطعمين بالدائرة رقم 11.
“إنها الحرب في قلب باريس”. هكذا عنونت صحيفة “لوفيغارو” إحدى مقالاتها. حجم العمليات وعدد الضحايا دفع الرئيس فرانسوا هولاند إلى الإعلان عن حالة الطوارئ وإغلاق الحدود.
ردود الفعل المدينة للعمليات الإرهابية والمتضامنة مع فرنسا تقاطرت من مختلف دول العالم.
أصبح الحديث عن كون باريس شهدت نسختها من عمليات “11 سبتمبر” عام 2001، وبدأت التساؤلات حول كيف ستأثر هاته العمليات على سياسة فرنسا الخارجية وأيضا الداخلية في مجال محاربة الإرهاب وانخراطها في التحالف الدولي ضد “داعش” في سوريا.
هجمات يوم أمس الدامية جاءت أيضا بعد أشهر من تعرض العاصمة لهجمات إرهابية استهدفت مقر صحيفة “شارلي إيبدو” ومحلا للأكلات اليهودية.
المجلس الأعلى للديانة الإسلامية في فرنسا سارع إلى إدانة الهجمات التي يتهم مسلمون بارتكابها، حيث أكد شهود عيان أن مهاجمي قاعة باتكلان كانوا يرددون عبارات “الله أكبر” ويقولون إن هجماتهم جاءت ردا على مقتل إخوانهم في سوريا.
مع ذلك، بدأت المخاوف تتزايد بخصوص تأثير هذه الهجمات على وضع المسلمين في فرنسا وأوروبا بشكل عام، وأيضا على قضية اللاجئين المسلمين والعرب الباحثين عن اللجوء في أوروبا.
وبانتظار ما قد تسفر عنه التحقيقات وما ستقرره السلطات الفرنسية العليا، لا شك في أن ليلة أمس الجمعة ستبقى محفورة في ذاكرة الفرنسيين باعتبارها الأسوأ ربما في تاريخ البلاد الحديث.
إقرأ أيضا: الملك يعزي الرئيس فرانسوا هولاند عقب الهجمات الإرهابية