محمد بوخزار
اعلنت الناشطة السياسية الكاتالانية، كارمي فوركاديل،قيام جمهورية كانالونيا المستقلة، بعد انتخابها صباح اليوم الاثنين، رئيسة للبرلمان المحلي، الذي قالت انه ابتداء من اليوم فقد صفته المحلية ليصبح برلمانا وطنيا كامل الصلاحيات، مضيفة ان اليوم يضع حدا لوضع اقليم كاتالونيا المتمتع بالحكم الذاتي على غرار باقي الجهات الاسبانية .
وتنتمي الرئيسة الجديدة التي حصلت على 77 صوتا مقابل 55، معارضا،الى اليسار الجمهوري المتحالف مع حزب ارتورماص رئيس الحكومة الحالي المنتهية ولايته.
وتميزت لحظة الانتخاب، بصمت المعارضة وعدم مشاركتها في الهتاف بالجمهورية وترديد الشعارات الانفصالية والوقوف والتصفيق تاييدا لما ورد في خطاب الرئيسة المتتخبة التي ،صرحت رغم ذلك ،انها ستكون رئيسة برلمان الجميع دون استثناء او اقصاء.
ولاحظت اغلب الصحف الاسبانية التي غطت الحدث ان خمسة نواب ينتمون الى حزب ،بوديموس، صوتوا لصالح كارمي فوركاديل، وهي استاذة اللغة والادب الكاتالاني، لها مساهمات تربوية لتطوير تعليم اللغة الكاتلانية،استحقت على جهودها جائزة منحها لها الاقليم، لقاء إسهامها في النهوض بلغته كما انها منشطة ثقافية وكاتبة في الصحافة.
والى جانب نشاطها البيداغوجي، راست فوركاديل “الجمعية الوطنية الكاتلانية ” وهي جمعية تناضل من اجل استقلال الاقليم عن المملكة الاسبانية يقدر عدد أعضائها بحوالي 800 الف حسب بياناتها.
والى جانب نشاطها البيداغوجي، راست فوركاديل “الجمعية الوطنية الكاتلانية ” وهي جمعية تناضل من اجل استقلال الاقليم عن المملكة الاسبانية يقدر عدد أعضائها بحوالي 800 الف حسب بياناتها.
وفي هذا الصدد ،قالت الرئيسة المنفصلة (من مواليد عام 1956)، انها تنظر الان الى 300 سنة المقبلة في اشارة عكسية الى القرون الثلاثة التي مضت على ما يعتبره الكاتالانيون دعاة الاستقلال،اجهاضا لنظامهم المستقل.
ويعني تصويت، بوديموس، لصالح برلمان اعلنت الرئيسة هويته الانفصالية ،ان حزب، بابلو ايغليسياس، بدأ يفصح عن مواقفه من الحركة الداعية لاستقلال كاتالونيا .وقد يؤثر اصطفافه في لحظة حاسمة، في صف الانفصاليين ،على نتائجه في الانتخابات التشريعية الممقبلة بعد ان تخلى عن تردده بخصوص وحدة البلاد.
الى ذلك اعطى، البرلمان الكاتالاني المتمرد على الشرعية الدستورية،مهلة 18 شهرا تتم خلالها ترتيبات فك الارتباط بين الاقليم والمملكة الاسبانية .
ولم تشر رئيسة الجهاز التشريعي الكاتالاني ،الى الصعوبات القانونية وردود الفعل الاكيدة من الحكومة الوطنية في مدريد، التي تعارض بشدة وقوة، اي خروج عن السيادة الوطنية ؛وقد عبرت عن ذلك بمختلف الاجراءات الدستورية منذ خطا الانفصاليون خطواتهم التصعيدية الواضحة نحو تنفيذ مخططهم .
للمزيد:أزمة كاتالونيا.. بعيدا عن التوافق، قريبا من التفارق!!
تجدر الاشارة الى ان رئيس الحكومة المنتهية ولايته ،ارتور ماص، لم يتم الحسم في مسألة التصويت عليه لتثبيته في مهامه القديمة وربما ليصبح رئيس الجمهورية المنتظرة ؛على اعتبار ان تيارا حزبيا من المنادين بالانفصال( الوحدة الشعبية) ذي التوجه الشعبوي المعادي للنظام والمؤسسات، يعترض على رئاسة ماص،لكونه ليبراليا، مع احتمال غيابه عن التصويت عليه في جلسة منح الثقة بالبرلمان المحلي .
إقرأ أيضا:ملك اسبانيا يعارض تلميحا انفصال كاتالونيا
وفي حالة عدم حصول ماص على الاغلبية المطلقة وتعذر تشكيل حكومة مستقرة ، يمكن العودة الى صناديق الاقتراع وتنظيم انتخابات جديدة .هذا اذا لم تلجأزالحكومة الى اتخاذ تدابير صارمة بمقتضى الدستور الحاليالذي يمنع على اي اقليم التصرف في امر سيادته والخروج على الاجماع الوطني .اسبانيا بين المخرج الدستوري وعواقب أزمة كاتالونيا
وتؤكد تظاهرة اليوم في برلمان برشلونة ،ان الانفصاليين ميالون الى التصعيد، ما قد يدخل البلاد والاقليم في متاهات لا يعلم اخد بمدى خطورتها ، هذا في وقت بدأ فيه القضاء الاسباني، التحقيق في ملفات فساد مالي متهم فيها الفريق الحكومي لارتور ماص ،بعضها يمتد الى سلفه وولي نعمته ،جوردي بوجول.