” في بعض الجوانب، بات الرئيس الأمريكي باراك يحصد هزيمة في سوريا مشابهة لهزيمة سلفه جورج بوش الإبن في العراق”.
هكذا تحدثت مجلة “ليكسبريس” الفرنسية في مقال يتحدث عن فشل السياسة الخارجية الأمريكية في عهد أوباما.
المقال الموقع باسم كريستيان ماكاريون، اعتبر أنه وإن كان الفرق بين الهزيمتين هو في حجمهما، إلا أن النتيجة في المحصلة “مأساوية”. فالرئيس الحاصل على جائزة “نوبل” للسلام عام 2009 محط انتقادات من كل الجهات بسبب حصيلة إدارة أوباما.
فشل أوباما اعتبره منافسه السابق في الانتخابات الرئاسية، السيناتور المخضرم جون ماكين دلالة على افتقاره للزعامة الكافية لقيادة البلاد.
فعلى مستوى علاقتها بالقوى الكبرى، واجهت الولايات المتحدة على عهد أوباما تحديا يتمثل في توافق السياسة الخارجية الصينية مع نظيرتها الروسية.
أمام على مستوى الحضور الأمريكي في أفغانستان، فإن السياسة القائمة على تقليص عدد الجنود على الميدان والاعتماد على الطائرات بدون طيار أثبتت هي الأخرى هي فداحتها وهو ما أكده تدمير مستشفى قندز بسبب غارة جوية أمريكية.
أما في ما يخص العلاقة مع مصر، رأت “ليكسبرس” في توجه نظام عبد الفتاح السيسي نحو روسيا وفرنسا لإبرام صفقات السلاح مؤشرا على خطأ سياسة واشنطن في دعم الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، الذي يتواجد اليوم وراء القبض.
كاتب المقال اعتبر أن السيسي ما يزال ناقما على الولايات المتحدة بسبب هذا الموضوع، وهو ما جعله يغير وجهته نحو موسكو وباريس.
من جانب آخر كشف التنافس مع روسيا أن الرئيس فلاديمير بوتين نجح في تحقيق ما كان يتطلع إليه منذ عقد من الزمن، وهو إظهار أن الولايات المتحدة ليست القوى الأوحد.
ففي الملف السوري، وفي حين ظهر عدم فعالية الضربات الجوية الأمريكية يبدو التدخل الروسي وكأنه موجه ضد الولايات المتحدة من أجل إلحاق هزيمة بها.
ويرى كريستيان ماكاريون أن الطريقة الوحيدة لمنع حصول هذه الهزيمة تمر عبر الرفع من حجم الانخراط العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، ما يعني أن أوباما سيخالف ما كان وعد به سابقا.
إقرأ ايضا: ما هي الدوافع وراء استعراض بوتين لعضلاته في سوريا؟