أيام قليلة تفصل الحجاج المغاربة على السفر للديار المقدسة من أجل أداء فريضة الحج، لذلك فالاستعدادات لتجهيز كل ما يلزم ل”رحلة العمر”، كانت تجري على قدم وساق، إلى أن تلقوا خبرا نزل عليهم كالصاعقة من وزارة التوفيق، وأربك كل حساباتهم.
الخبر “المفاجأة”، يتمثل في أن المبلغ الذي يسلم للحجاج نقدا، للاستعانة به خلال رحلة الحج، تقلص بنسبة 60 في المائة، بسبب ارتفاع سعر صرف الريال السعودي، حسب تعليل الوزارة.
وبذلك تحول المبلغ من أزيد من 6900 درهم كانت تسلم في السنوات الماضية، إلى 2856 درهم.
وبالعلم أن ثمن أضحية الحج يفوق 1200 فإن المبلغ المتبقى لن يتجاوز 1500 درهم.
الأمر الذي لم يتقبله أغلب الحجاج المغاربة، واعتبروه “حكرة” غير مقبولة.
“صعقنا بهذ الخبر الذي لم يكن في الحسبان، كيف تقرر الوزارة دون سابق إنذار أن تقلص المبلغ الذي تسلمه لنا إلى 2800 درهم، فيما سيكفينا هذا المبلغ الهزيل، ونحن دفعنا كل واجبات الحج التي تقدر بالملايين”.
هكذا عبر الحجاج الذين تحدث إليهم “مشاهد24″، بعد إعلان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن الخبر في بيان أصدرته أمس (الخميس)، أي قبل أيام معدودة من انطلاق أولى الرحلات.
وحين استفسارهم عن رأيهم بخصوص المبرر الذي قدمته الوزارة والمتمثل في ارتفاع سعر صرف الريال السعودي ب0.34 درهم، قالوا إن مبرر التوفيق “واه” ووصفوه بالعذر الأقبح من الزلة.
إقرأ أيضا: التوفيق يعلن ارتفاع مصاريف الحج ويوضح السبب
نعيم بوسلهام، أحد أفراد وفد الحجاج المغاربة لهذه السنة، قال إن المبرر غير مقبول نهائيا، لأن أداء واجبات الحج تم في شهر يناير وليس شهر غشت حين ارتفع سعر صرف الريال وبالتالي المنطق يفرض أن لا يتأثر المبلغ بتغيير طرأ بعد 7 أشهر من الأداء.
كما أبرز أنه حتى إذا هناك ارتفاع في سعر صرف الريال، كان حريا بالوزارة إخبار الحجاج في توقيت مبكر حتى يستعدوا نفسيا وماديا ويوفروا مبلغا إضافيا يصرفونه خلال فترة وجودهم بالحج، خصوصا أن أغلبهم من الطبقة المحدودة الدخل بالكاد وفروا مبلغ الحج”.
“حسبنا الله هذا تصرف غير مقبول، وجاء في فترة لايمكننا خلالها اتخاذ أي خطوة تصعيدية أو الاحتجاج”. يضيف بوسلهام الذي أخبرنا أنه سيتوجه إلى الحج في رحلة يوم الاثنين.
وخلال حديثنا مع مجموعة أخرى من الحجاج، طالبوا التوفيق بالجواب عن السؤال المباشر، هل يحثهم على التسول في الحج، باتخاذه هذا القرار؟
مع العلم أن 6000 درهم التي كانت تسلم سابقا بالكاد كانت تغطي مصاريف الحاج خلال مدة إقامته.
إذ على الرغم من أن الوزارة تتكلف بأداء واجبات السكن بمكة المكرمة والمدينة المنورة، والنقل بالديار السعودية، والخدمات العامة الإضافية، إلا أن مصروفا خاصا يظل في حوزة الحاج يبقى أمرا ضروريا.
ويذكر أنه بارتفاع سعر صرف الريال السعودي، حسب ما ذكرت وزارة التوفيق، ارتفعت مصاريف الحج ب 4 آلاف درهم، مقارنة مع السنوات السابقة.
إقرأ أيضا: إجراء عملية القرعة لتحديد قوائم الحجاج المغاربة