و.م.ع
أعلنت السلطات والمصالح المعنية بجهة فاس–مكناس حالة التعبئة، على إثر الاضطرابات الجوية المرتقبة بالجهة، وذلك من أجل الوقاية من المخاطر المرتبطة بسوء الأحوال الجوية والتخفيف من آثارها على الساكنة والبنيات التحتية.
وتعمل مختلف المصالح المعنية، من سلطات ترابية ومصالح تقنية ووقاية مدنية وفاعلين عموميين، على توحيد جهودها ووسائلها لضمان استمرارية الخدمات، وسلامة المواطنين، والحفاظ على التجهيزات العمومية، في إطار مقاربة استباقية تروم الحد من تداعيات التساقطات المطرية والتقلبات المناخية على المناطق الحضرية والقروية بالجهة.
وفي طليعة هذه المنظومة، تسهر الشركة الجهوية متعددة الخدمات فاس–مكناس، المكلفة بتدبير خدمات الماء الصالح للشرب والكهرباء والتطهير السائل، على اتخاذ كافة التدابير الكفيلة بضمان استمرارية وجودة وموثوقية الخدمات المقدمة، رغم الإكراهات التي تفرضها الظروف الجوية.
وتتجسد هذه التعبئة، على الخصوص، في تعزيز المراقبة التقنية بمختلف المنشآت الحساسة، ووضع مراكز القيادة في حالة تأهب دائم، والتعبئة المكثفة للفرق الميدانية.
كما تم تفعيل آليات خاصة للتدخل السريع عند وقوع أي طارئ، سواء تعلق الأمر باختلالات في شبكات التطهير السائل، أو اضطرابات في توزيع الماء الصالح للشرب، أو انقطاعات في التيار الكهربائي بسبب التقلبات الجوية.
وقال رئيس قسم تدبير شبكة التطهير السائل بالشركة الجهوية متعددة الخدمات فاس–مكناس، امحمد بوفالا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “قمنا باتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية للحد من تأثير التقلبات الجوية ومخاطر الفيضانات”، مبرزا في هذا الصدد صيانة شبكة تصريف المياه العادمة ومياه الأمطار، من خلال تكثيف عمليات التنظيف الوقائي قبل وخلال فترات الاضطرابات المناخية، واعتماد نظام للتتبع والمراقبة المستمرة.
وأضاف أن الشركة، بصفتها الفاعل الوحيد المكلف بالتدبير المفوض لخدمات الماء والكهرباء والتطهير السائل بالجهة، أنجزت كذلك قنوات تحت أرضية ذات قدرة استيعابية كبيرة لتصريف المياه، من بينها قنوات وادي لحيمر ووادي الميت، التي تمتد على طول 8 كيلومترات، إلى جانب مشروع القناة الرئيسية لوادي فاس بطول 14 كيلومترا، فضلا عن منشآت مماثلة بمكناس وتازة وباقي أقاليم الجهة.
كما أبرز بوفلا مجهودات الشركة في مجال تأهيل وتعزيز شبكة التطهير السائل على صعيد الجهة، بما يستجيب لمتطلبات التوسع العمراني والتقلبات المناخية، مشددا على العناية الخاصة التي تحظى بها المدن العتيقة، عبر حلول تقنية تراعي خصوصياتها التاريخية والعمرانية.
وعلى مستوى الكهرباء، تقوم الشركة الجهوية متعددة الخدمات فاس–مكناس بتكثيف عمليات تفقد محطات التحويل وخطوط التوزيع، تفاديا لوقوع الحوادث، حيث تظل فرقها رهن الإشارة على مدار الساعة للتدخل وإعادة التيار الكهربائي في أقرب الآجال عند حدوث أي انقطاع. وبخصوص الماء الصالح للشرب، تم أيضا اتخاذ تدابير لتأمين محطات المعالجة والخزانات.
وبالموازاة، تقوم السلطات المحلية بتقييم المخاطر وتنسيق التدخلات، حيث يتم تمحيص مختلف الجوانب، ولا سيما وضعية البنيات التحتية، ونقاط الهشاشة، وتحيين مخططات التدخل، خاصة بالمناطق التي تعتبر تاريخيا عرضة للفيضانات.
وإلى جانب الوقاية المدنية، التي تعزز في مثل هذه الحالات مواردها البشرية واللوجستية وتعبئ إمكانات مادية وبشرية بالمناطق المصنفة حساسة، تواصل المصالح الجماعية والإقليمية عملها الميداني، لاسيما فيما يتعلق بالتنظيف الوقائي لمصارف المياه وقنوات الإجلاء والأودية. كما يتم إنجاز عدة عمليات استباقية قبيل الفترات الممطرة، بهدف تسهيل جريان المياه والحد من مخاطر الفيضانات.
وبحسب مختلف السلطات الجهوية، فإن التركيز ينصب على الطابع المُنَسّق لهذه التعبئة، القائمة على تكامل أدوار المتدخلين، حيث يُشكل تبادل المعلومات في الزمن الحقيقي ومركزة المعطيات وسرعة استجابة الفرق، عناصر أساسية لمواجهة حالات الطوارئ بفعالية.
غير أن السلطات تؤكد أن اليقظة تظل واجبة، داعية المواطنين إلى التحلي بسلوكات مسؤولة، لاسيما بتفادي المناطق المعرضة للخطر واحترام التعليمات والتوجيهات الصادرة عن المصالح المختصة.
ومن خلال هذه التعبئة متعددة الأبعاد، يجدد الفاعلون العموميون والمتدخلون الجهويون التزامهم بحماية الساكنة وضمان السير العادي للبنيات التحتية بمجموع تراب الجهة.
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير