تحتفل مدينة فاس، اليوم الخميس، بيومها السنوي الرابع عشر الذي يعد مناسبة للاحتفاء بماضيها المجيد وتاريخها الضارب في العراقة.
ويشكل هذا اليوم الاحتفالي الذي اعتمد عام 2011 بمبادرة من عدد من الهيئات من بينها ولاية فاس وجماعة فاس ومجلس العمالة وجامعة سيدي محمد بن عبد الله إضافة إلى “المنتدى المغربي للمبادرات البيئية”، مناسبة لمناقشة الآليات الكفيلة برفع التحديات التي تواجهها المدينة من أجل جعلها حاضرة تنافسية ومبتكرة ومستدامة.
وتشتهر العاصمة الروحية للمملكة، التي تأسست في 4 يناير 808 ميلادية، بتعدد معالمها الأثرية، بما في ذلك مدارسها ومدارسها القرآنية وأضرحتها ومساجدها، بالإضافة إلى ورشاتها الحرفية ومدابغها التقليدية الشهيرة التي تساهم في تعزيز إشعاعها وجاذبيتها على المستوى الدولي.
وتسعى مدينة فاس ذات الإرث التاريخي المتجذر، التي تعد مهدا للكفاح من أجل نيل استقلال المغرب، باستمرار إلى النهوض بتنميتها المحلية وتعزيز انطلاقها الاقتصادي.
كما تطمح الحاضرة الإدريسية، التي تزخر أيضا بحديقة جنان السبيل التاريخية والعديد من المعالم التاريخية الرائعة، ونسيج عمراني تاريخي ومتميز، إلى استعادة مجدها، من خلال برنامج لترميم المعالم الأثرية والمواقع لتاريخية للمدينة العتيقة لفاس، ومشاريع عمرانية أخرى تهدف إلى الحفاظ على الإرث الحضاري والعمراني للعاصمة الروحية.
ويعد هذا اليوم الاحتفالي، الذي يخلد بمبادرة من عدة جمعيات المجتمع المدني ناشطة في مجال حماية التراث والبيئة والمواطنة، فرصة لبحث الآليات الكفيلة بتفعيل الالتزامات الموقعة في 4 يناير 2011 لتنزيل المشاريع والبرامج لتحقيق تنمية طموحة تساهم في تنمية ورفاهية ساكنة المدينة.
كما يشكل مناسبة لمناقشة الآليات الكفيلة بتمكين المدينة من استعادة مكانتها كحاضرة ذكية ومتجددة ومستدامة من خلال تعزيز الفضاءات الخضراء بمختلف أنحاء المدينة، والتصدي لكل ما يسيء لمشهدها العمراني، وفتح نقاش حول آفاق وتحديات تنمية المدينة.
فضلا عن ذلك، يعتبر الاحتفاء باليوم السنوي للعاصمة العلمية فرصة لتوجيه نداء للمنتخبين، من أجل العمل على رفع التحديات التي تعيق الإقلاع الاقتصادي للمدينة وجعلها على سكة قطار التنمية المستدامة.
ويظل الاحتفاء باليوم السنوي لفاس، المصنفة منذ سنة 1981 تراثا عالميا للإنسانية من قبل منظمة اليونسكو، مناسبة لتكثيف قنوات النقاش المفتوح حول الوضع الراهن للعاصمة العلمية والرؤية المستقبلية، في أفق استراتيجية تبتغي إقلاعا لمخططات التنمية بالمدينة وتعزيز تنافسيتها الاقتصادية.