يرى أن المشهد في الجزائر أصبح كالتالي: رئيس عاجز تتدهور صحته شيئا فشيئا، وجناح متنفذ يحوم حول الرئيس، أضلاعه ثلاثة، تبدو ظاهريا أنها في خندق واحد لكن علاقاتها لا تخلو من صراع أو تنافس.
الضلع الأول يمثله شقيق الرئيس، السعيد بوتفليقة، الذي ذكر موقع impact24 الجزائري أن تأثيره داخل مربع السلطة بدأ يتراجع مع استمرار تدهور صحة أخيه الأكبر من جهة، ومن جهة ثانية بسبب خسارته لدعم السلطات الفرنسية والسمعة السيئة التي تلاحق أحد أكثر مقربيه، شكيب خليل، وزير الطاقة السابق العائد إلى الجزائر بعد ثلاث سنوات من الفرار من العدالة على خلفية فضيحة الرشاوى المعروفة باسم “سوناطراك 2”.
اللافت في الأمر هو كون الموقع الجزائري استعمل عبارة “homme de paille” في وصفه لشكيب خليل، وكأنها تشير إلى كون العمليات القذرة التي يتهم وزير الطاقة السابق بارتكابها من خلال الرشاوى بالملايين التي توبع بتهمة تلقيها، المستفيد منها في آخر المطاف هو السعيد بوتفليقة وربما شقيه الرئيس أيضا.
ملف التحقيق والمتابعة في حق شكيب خليل حركه كما هو معلوم جهاز المخابرات القوي المنحل، “دائرة الاستعلام والأمن”، في فترة تميزت بما قيل إنه صراع الأجنحة بين الرئاسة والمخابرات بقيادة رئيسها القوي الفريق محمد مدين، المعروف باسم “توفيق”.
عودة شكيب خليل إلى الجزائر سبقتها عملية إزالة للأشواك القانونية من طريقه، فضلا عن العملية الأكبر المرتبطة بتصفية المخابرات وتنحية “توفيق” من على رأس الجهاز.
تراجع سلطة شقيق الرئيس يصب في مصلحة الضلع الثاني، الذي يمثله رئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح، الذي يبدو حسب الموقع على أنه يراهن على الوزير الأول الحالي عبد المالك سلال، في إطار تسريع مسلسل خلافة بوتفليقة.
الضلع الثالث يشكله رئيس جهاز المخابرات الجديد، عثمان طرطاق، الذي قال الموقع إنه يدعم أحمد أويحيى، مدير ديوان الرئيس وزعيم حزب “التجمع الوطني الديمقراطي”.
إلى ذلك، يجمع عدد من المتابعين للشأن الجزائري أن مسألة اختيار الرئيس مسألة توافقية بين أقطاب النظام، لذلك يبدو أن التأخر في إعلان خليفة بوتفليقة راجع لكون أجنحة السلطة لم تتوافق بعد على هوية المرشح المقبل لمنصب رئاسة الجمهورية.
وتبدو الأمور أوضح، إذا صدق هذا التحليل، من خلال تتبع مسار شكيب خليل بعد عودته إلى الجزائر، حيث بدأ نشاطا مكثفا لزيارة الزوايا سعيا لتحسين صورته أمام الرأي العام، في خطوة قرأها البعض أنها تحضير لتقديمه إلى الواجهة كمرشح لرئاسة البلاد.
فهل يعني اختيار أحد الأسماء الثلاثة، شكيب خليل أو عبد المالك سلال أو أحمد أويحيى لخلافة عبد العزيز بوتفليقة، نجاح من يقف وراء كل منهم في فرض اختياره في لعبة الصراع الدائرة داخل رقعة النظام الجزائري؟