على مائدة برنامج “60 دقيقة” الناطق بالفرنسية بقناة “ميدي1 تي في”، اجتمع خبراء لمناقشة مؤامرة الجزائر لتوظيف الجماعات الإرهابية لضرب المغرب مثلما كشف عنه موقع “ويكيليكس”.
وأماط الموقع اللثام عن علاقة النظام الجزائري بالإرهابي مختار بلمختار، وكيف سعت الجزائر لتوظيفه من أجل ضرب مصالح المملكة.
واعتبر الكاتب الصحفي عزيز بوستة أن تحالف النظام الجزائري مع منظمة إرهابية من أجل ضرب مصالح المغرب يعد أمرا مخيفا للغاية، ويتجاوز كل ما كنا نتوقعه من هذا النظام.
وتساءل رئيس تحرير موقع Panorapost الناطق بالفرنسية عن ما إذا كان النظام الجزائري، الذي يضع نصب عينيه زعزعة استقرار المغرب، يسعى إلى إمداد انفصاليي الداخل بالإمكانيات الضرورية من أجل شن هجمات داخل المملكة.
وربط بوستة بين المعطيات التي كشف عنها موقع “ويكيليكس” بخصوص ارتباط الجيش الجزائري بتنظيم مختار بلمختار والخلية الإرهابية التي تم تفكيكها في المغرب في الأسابيع الماضية، والتي كان عناصرها يخططون للاختباء في كهوف وهو ما يحيل على طريقة مشابهة لما تقوم به العناصر الإرهابية في الجزائر التي تختبئ في أماكن مشابهة داخل ما يسمى المناطق غير المؤمنة.
من جانبه قال المؤرخ والباحث في المجال الجيوستراتيجي شارل سان برو إن ما كشف عنه الموقع يؤكدا مجددا الموقف غير الواضح للنظام الجزائري من الإرهاب، وهو ليس أمرا جديدا.
وذكر المؤرخ الفرنسي بأن الجزائر كانت في سنوات الستينات والسبعينات قبلة لمختلف الجماعات “الإرهابية” مثل منظمة “إيطا” الباسكية والجيش الأحمر الياباني، متحدثا في الوقت نفسه عن واقعة تاريخية تظهر قدم العلاقة بين هذه الجماعات والنظام الجزائري.
إقرأ أيضا: لماذا استعادت “المافيا” الحاكمة في الجزائر شكيب خليل؟
وأوضح سان برو كيف أنه في أعقاب عملية احتجاز الرهائن بمقر منظمة الدول المنتجة للنفط “أوبيك“، حل الإرهابي المعروف باسم كارلوس بمطار الجزائر حيث كان وزير الخارجية الجزائري في استقبال كارلوس شخصيا، ولم يكن وزير الخارجية حينها آنذاك سوى الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة.
وبالتالي، فإن علاقة النظام الجزائري بالتنظيمات الإرهابية، التي انضم تنظيم البوليساريو إلى قائمتها في السبعينات، قديمة حيث كان الأمن العسكري الجزائري، على عهد عسكريين من قبيل قاصدي مرباح، هو من يقوم بتدبير العلاقة معهم.
وبخصوص تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، ذكر شارل سان برو بأن التنظيم تفرع عن “الجماعة السلفية للدعوة والقتال”، والتي انبثقت بدورها عن “الجماعة الإسلامية المسلحة”.
ويتهم عدد من الأشخاص، من بينهم عسكريون سابقون، النظام الجزائري بخلقها في أعقاب إلغاء الدور الثاني من الانتخابات البرلمانية التي فازت بها “الجبهة الإسلامية للإنقاذ”.
وأضاف الباحث الفرنسي أنه يحق لنا أن نشك في كون خيط الاتصال بين النظام الجزائري وهذه الجماعات المسلحة لم ينقطع.
بدوره اعتبر الباحث المغربي المتخصص في الشؤون الاستراتيجية وتدبير الأزمات، المصطفى الرزرازي، أن مجرد ربط عناصر من الجيش الجزائري الاتصال مع مختار بلمختار، المحكوم عليه من قبل القضاء في الجزائر بالسجن المؤبد والذي يوجد اسمه على عدد من قوائم الإرهاب الدولية، يشكل أمرا مرفوضا سواء من الناحية الأخلاقية أو القانونية.
وأوضح الرزرازي أن السعي لضرب المغرب من خلال التحالف مع مجموعة إرهابية يعتبر أمرا يرفضه القانون الدولي، وهو نفس الرأي الذي عبر عنه الأستاذ بجامعة ساوبورو اليابانية، ماتسوموتو شوجي.
وقال شوجي أن هناك أمران يلفتان الانتباه في ما كشفت عنه “ويكيليكس”، الأول هو سعي الجزائر إلى الاعتداء على المغرب، والثاني هو التآمر ضد المغرب من خلال البحث عن شن عمليات إرهابية ضده.