خليفة بوتفليقة
الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة

تساؤلات في الجزائر حول السلامة العقلية لبوتفليقة

شكل تدهور الصحة الجسدية للرئيس الجزائري مادة دسمة للإعلام ومصدر قلق للرأي العام منذ أزيد من سنتين، لكن التخوف داخل محيط الرئيس صار اليوم حول السلامة العقلية لبوتفليقة.

مصدر هذا القلق كما يقول موقع mondeafrique نقلا عن مصادره الخاصة، بدأ حينما سأل عبد العزيز بوتفليقة عن قائد الحرس الرئاسي السابق، اللواء جمال كحال مجدوب، الذي من المتفرض أن بوتفليقة عزله من منصبه قبل أشهر لتتم متابعة الجنرال الجزائري في ما بعد بتهمة “الإهمال” في ما يعرف بقضية هجوم زرالدة، والحكم عليه بالسجن 3 سنوات نافذة.

الموقع الناطق بالفرنسية أورد على لسان أحد المقربين من دوائر القرار ممن دأب على التردد على الإقامة الرئاسية في زرالدة، والذي سرد واقعة سؤال الرئيس عن اللواء المعزول صيف العام الماضي في إطار حملة تطهير أطاحت برؤوس أمنية كبيرة.

“أين هو مجدوب؟ لم أره منذ مدة. لماذا لا يقوم بزيارتي؟”، يحكي مصدر mondeafrique في تصريح يطرح أكثر من علامات استفهام حول السلامة العقلية لبوتفليقة.

إقرأ أيضا: سقوط الجنرال “توفيق”..نهاية الأسطورة

تنحية مجدوب تمت في إطار معاقبة مسؤولين أمنيين بسبب التقصير في ما صوره البعض محاولة لاقتحام الإقامة الرئاسية وما روجت له أوساط أخرى على كونه عملية انقلابية فاشلة ضد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في حين اعتبره بعض المراقبين عملية تصفية ممنهجة لرجال رئيس المخابرات السابق، الفريق محمد مدين الشهير باسم “توفيق”، وإضعاف “دائرة الاستعلام والأمن” من خلال سحب إشرافها على عدد من المصالح الأمنية وإلحاقها برئاسة الأركان.

إقالة قائد الحرس الرئاسي ومعه مدير الأمن الداخلي، اللواء علي بن داود، وقائد الحرس الجمهوري اللواء أحمد مولاي ملياني، شكل فرصة للإطاحة بالرأس الكبيرة في شخص الفريق “توفيق”، ومن ثم حل جهاز المخابرات وإنشاء جهاز بديل تم إلحاقه بالرئاسة.

السؤال الذي حير العديد من المراقبين هو كيف كان بإمكان بوتفليقة القيام بكل هذه التغييرات الكبيرة داخل أقوى جهاز أمني في البلاد في ظل وضعه الصحي المتدهور، وهو ما جعل قناعة البعض تتعزز في فرضية أن هناك من يدير خيوط اللعبة من وراء ستار ويتخذ القرارات باسم الرئيس.

ولعل من سخرية القدر أن يتم إطلاق مبادرة في الجزائر، تشكلت في البداية من 19 شخصية عمومية، هدفها الرئيسي مقابلة الرئيس والاطمئنان على صحته وسؤاله حول ما إذا كان هو المسؤول عن القرارات التي تصدر باسمه، وحول ما إذا كان على اضطلاع على اختيارات الدولة، والتي تهم أمن الجزائريين واقتصادهم وتمسهم في قوتهم اليومي في وقت تعيش فيه الجزائر أزمة اقتصادية حالكة بفعل تراجع أسعار النفط.

وعليه، تأتي هذه الحادثة التي سردها موقع mondafrique لتضفي على المشهد الجزائري سوريالية أكبر بعد أن أصبحت السلامة العقلية لبوتفليقة موضع تساؤل.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *