زمن بورقيبة

لماذا ما يزال الحنين يشد تونس إلى زمن بورقيبة؟

رغم مرور حوالي ثلاثة عقود على تنحيته من السلطة على يد وزير داخليته ورئيس وزراء في نفس الوقت، زين العابدين بن علي، ما يزال الحنين يشد تونس والتونسيين إلى زمن بورقيبة، الرئيس والزعيم الذي ترك بصماته في حياة أجيال من التونسيين.

وبالرغم من التركة المختلف بشأنها التي خلفها وراءه الزعيم السياسي والرئيس الراحل، إلى أن الحنين إلى عهد الحبيب بورقيبة برز بقوة في فترة ما بعد ثورة 2011، حيث وقفت تونس على حاضر صعب يتميز بالخروج من انتفاضة على نظام حكم البلاد بقبضة من حديد على مدار 24 عاما وجعلها دجاجة تبيض ذهبا للرئيس وحرمه وعائلتها وأصهاره ومقربيه.

متاعب تونس المتواصلة وتعثرها في إيجاد البوصلة للعبور إلى بر الأمان من شاطئ “الربيع العربي” الذي تلاطمت أمواجه وهددت أكثر من مرة بإغراق سفينة الديمقراطية التونسية، التي ينظر إليها إقليميا ودوليا على أنها الشمعة المضيئة الوحيدة في عتمة الثورات التي اجتاحت المنطقة، أحيت بدورها ذكرى بورقيبة في نفوس التونسيين حيث عادت صورة الزعيم الأب وباني تونس الحديثة إلى الواجهة مع عودة تمثاله الذي نقله بن علي ذات ليلة لكي لا تنغص ذكرى الزعيم الراحل عليه حلاوة الحكم المستبد الذي كرسه.

إقرأ أيضا: كيف أصبحت تونس مصدرا رئيسيا لمقاتلي “داعش” في سوريا؟

تمثال بورقيبة سيأخذ مكانه مجددا وسط العاصمة تونس بمناسبة ذكرى استقلال البلاد في 20 مارس الجاري، وكأن القدر يلعب لعبته، ففي الوقت الذي يعيش فيه بن علي وعائلته في المنفى اليوم، تعود صورة بورقيبة إلى الواجهة بكل ما تحمله هذه الخطوة من دلالات رمزية.

ومع أن إرث بورقيبة لا ينظر له بعين الرضا من قبل كثيرين يرون فيه مرحلة قاتمة من تاريخ تونس الحديثة اتسمت بترسيخ الحكم الفردي الذي أظهر أن الزعيم الراحل لم يكن حاملا لفكر ديمقراطي يتبنى مبدأ التناوب على السلطة، بالإضافة إلى محاولة سلخ البلاد عن هويتها الإسلامية من خلال تهميش الدين ومؤسساته التقليدية.

إلا أن بورقيبة يبقى في أعين الكثير من التونسيين الزعيم الذي قاد البلاد على سكة التحرر ومن ثم التخلص من آثار الفترة الاستعمارية، بالإضافة إلى إطلاق ورش بناء الدولة وإصلاح التعليم وتحديث الإدارة وتحسين وضع المرأة بشكل اكتسبت معه حقوقا غير مسبوقة في العالم العربي وتحريرها من قيود المجتمع من خلال “النضال” ضد ارتداء الحجاب وتعدد الزوجات والترخيص بالإجهاض.

ويرى حملة الفكر البورقيبي أن الزعيم الراحل حمل هم إقامة دولة تونسية حديثة جعلت منه، بعد ستة عقود على ولادة تونس المعاصرة، أحد الوجوه الإصلاحية والتحديثية البارزة في التاريخ العربي المعاصر.

اقرأ أيضا

مهاجرون أفارقة في تونس

“لوفيغارو”.. أكثر من 50 ألف مهاجر إفريقي في “مخيمات العار” بتونس

كشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أن أكثر من 50 ألف مهاجر من جنوب الصحراء الكبرى، يقيمون في مخيمات بشمال مدينة صفاقس التونسية في انتظار العبور إلى أوروبا، ويعيشون مثل الحيوانات في ظلال أشجار الزيتون،

تونس

تونس.. أحزاب المعارضة تتكثل لمواجهة نظام قيس سعيد

تسعى ائتلافات أحزاب المعارضة في تونس إلى توحيد مساراتها وخلق أرضية تحرك مشتركة في مواجهة نظام الرئيس قيس سعيد إثر نجاحه في تجديد عهدته الرئاسية لولاية جديدة في انتخابات الرئاسة في أكتوبر الماضي.

تونس

تونس.. المعارضة تنتقد “الإنجازات الوهمية” لقيس سعيد

تنتقد المعارضة التونسية ما سمته “الإنجازات الوهمية” للرئيس قيس سعيد، على اعتبار أن أغلب الوعود التي قدمها في فترته الرئاسية الأولى لم يتم تحقيقها. ويتواصل الجدل في تونس حول افتتاح “المسبح البلدي” الذي دشنه الرئيس قيس سعيد كأول مشروع في ولايته الرئاسية الجديدة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *