أكد الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي أن بلاده تعمل على الاستعداد للتدخل العسكري المحتمل في الجارة الليبية، مشيرا إلى أن هذا الأخير سيكون “أغبى القرارات الممكنة وأكثرها تكلفة إنسانيا واقتصاديا وسياسيا”.
و
في تدوينة على صفحته الرسمية موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” اليوم الجمعة، أوضح المرزوقي أن طبول الحرب تقرع على حدود بلاده الجنوبية، مشيرا إلى استعداد تونس لاستقبال “موجات لا يدري إلا الله حجمها أو مداها من اللاجئين أو الجرحى نتيجة لهذا القرار الذي قد يكلف المنطقة بكاملها، الكثير” حسب قوله.
وفي نفس السياق، قال الرئيس التونسي السابق “أنه من الغريب أن تمتلك الدول العظمى ما لا يحصى من وكالات الاستخبارات ومعاهد البحث وكبار المختصين ومع ذلك تأخذ مثل هذا القرار”، معللا بمثال التدخل الأمريكي في أفغانستان والعراق وما ترتب عنه.
واسترسل المرزوقي قائلا “ستكون تونس أكبر ضحية لأي عملية عسكرية في ليبيا، كما وستكون صورة الغرب الضحية الثانية” موضحا أن هذه الأخيرة أصبحت “مقرونة لدى الشباب العربي خاصة بالحملات العسكرية في أرض العرب والمسلمين”.
وإلى ذلك، أشار المرزوقي أن “أمن الغرب القومي” سيتضرر بدوره من التدخل العسكري في ليبيا، مضيفا أن الدول الغربية “تسعى إلى ترسيخ الصورة التي تبحث عنها داعش في وجه من تسميهم الصليبيين الجدد، في أذهان الأجيال الصاعدة”.
وفي نفس الإطار، أكد المرزوقي أن العملية العسكري المحتملة ضد تنظيم الدولة في ليبيا ستكون بمثابة “هدية ملكية” من الغرب إلى هذا الأخير، حيث أن الحرب والغارات الجوية لن تقضي على الأفكار، موضحا أن محاربة “داعش” ليست بالسلاح وإنما بالأفكار، والمشاريع المغرية.
وأوضح الرئيس التونسي السابق أن حل الأزمة الليبية رهين بـ “تقوية الدولة وإعانة المنطقة ككل سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي، وذلك لكي تتمكن من الوقوف مجددا” مشددا على ضرورة ترك الليبيين يحلون مشاكلهم، خاصة الأمنية بأنفسهم، مستدلا بالقول “أهل مكة أدرى بشعابها”.
ودعا المرزوقي الشعب التونسي إلى “رص الصفوف والاستعداد لمواجهة العاصفة المقبلة” مضيفا “لا تزيدنا المصاعب والتحديات إلا إصرارا على المضي في الممشى الضيق الذي اخترناه للوصول لبرّ النجاة، رفضنا للارهاب رفضنا للاستبداد …رفضنا لصراع الحضارات رفضنا للتبعية وسياسة الحملات العسكرية في أراضينا”.
إقرأ ايضا:تشكيل لجان جهوية في تونس لمتابعة التطورات في ليبيا