انتقد المفكّر المغربي والناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي حسن أوريد عشية اليوم في الدار البيضاء إسبانيا بشدّة، حينما قال، إن عدم تمكين المورسكيين من الجنسية الإسبانية يدلّ على أن ثقل التاريخ لا يزال جاثما عليها، وهو تعبير على الطبيعة الملتبسة على العلاقات بين البلدين.
وأوضح أوريد الذي تحدّث خلال لقاء بعنوان “التصالح مع الذات” نظمته جمعية المسار، أن هناك مقاربتين اثنتين داخل إسبانيا، تعتبر الأولى أن التاريخ الإسلامي جزء لا يتجزّأ من إسبانيا ولا يمكن التخلي عنه، فيحين تذهب المقاربة الثانية إلى أن الحضارة الإسلامية نوع من الاغتصاب وتسعى التّستّر عليه بكلّ الوجوه الممكنة.
كما عاد أوريد في السياق ذاته ليذكّر أن هناك نوعين اثنين من المفكرين في إسبانيا، يقول الأول أن إسبانيا من صنع المغرب وليس هناك أي دولة أثّرت في إسبانيا كما أثّر المغرب والعكس صحيح، إلا أن البعض الآخر حسب أوريد دائما يرى أنه لكي تسترجع إسبانيا أمجادها لا بد من استرجاع المغرب، وهم يعطون مثالا عن ذلك كون “الدول التي خلقت أمجادها كالرومان حكمت ضفّتي المتوسط معا”.
أوريد أضاف أن “ما يؤجج تلك العلاقات هو أن الجارين ليسا بلدين متجاورين فقط، لكنهما يختلفان في الدين واللغة وعرفا ما اعتبره البعض احتلالا متبادلا شكل نوعا من التوجس”.
أمّا المطلوب حاليا، حسب رأيه، هو أن تتصالح إسبانيا مع ذاتها، فعدم تمتيع المورسكيين من الجنسية الإسبانية، ليس مسألة بسيطة، ولكنها تعبيير عن هيمنة للمخلّفات الاستعمارية والتاريخية، مشدّدا القول في الحين نفسه” لابد من حوار إسباني إسباني، دورنا فيه نحن أن نكون مسهّلين له”.