كيف طرد أليغري بيرلو وأصبح لاعبه المفضل !

يعيش النجم الايطالي أندريا بيرلو، أفضل أيامه رفقة يوفنتوس بعدما وصل لنهائي دوري الأبطال، وحقق لقبي الدوري والكأس الايطالية. فبالرغم من هذا النجاح الكبير، فقد عاش بيرلو مسيرة حزينة، خلال السنوات الماضية، بحيث وجد المايسترو نفسه غير مرغوب فيه داخل نادي ميلان، الفريق الذي عشقه ومنحه قدراته منذ بداية مشواره الكروي.
لقد كان خروج بيرلو من الميلان مهينا، حسب كتاب ذكريات اللاعب، الذي يصف فيه يوم خروجه من الميلان من أسوأ الذكريات في مساره الرياضي، بعدما أبلغه غالياني أن سياسة الإدارة في الموسم المقبل هي التخلي عن كبار السن ومن تجاوزوا الثلاثين من العمر،  وأن من يريد الاستمرار سيكون عقده لمدة موسم واحد لا أكثر، بقرار من المدرب أليغري !
شعر بيرلو بإهانة شديدة .. إهانة لماضيه ومسيرته الرائعة مع الفريق، إهانة لكل ما قدمه من إنجازات، كيف يخرج بهذه الطريقة من بيته الذي ترعرع بين جدرانه ؟! هل لأليغري سببًا في هذا الخروج المؤلم ؟!
رد بيرلو على غالياني كان عمليًا خاليًا من الكلمات .. فأول ما بدر منه هو التوقيع ليوفنتوس على عقد يمتد لثلاث سنوات وبنفس القلم الذي أوصاه غالياني ألا يستغله في التوقيع للسيدة العجوز، صفعة تلقاها جماهير ميلان بحسرة وألم ولكنهم التمسوا العذر للاعبهم المعشوق .. كانوا يعلمون بقرارات إدارة بيرلسكوني الغير محسوبة.
ارتدى بيرلو قميص السيدة العجوز وارتمى بين أحضانها محاولًا نسيان آلام الفراق، تبناه المدير الفني أنطونيو كونتي الخبير في التعامل النفسي مع لاعبيه، منحه الكثير من الثقة لينفجر ويعيد اكتشاف قدراته من جديد .. أنساه طرده من جنة ميلان ليتنفس أجواء تورينو ويعود للتألق مرة أخرى في ظروف مختلفة تمامًا .
أربعة مواسم بقميص يوفنتوس .. احتكر فيها بيرلو ورفاقه لقب سكوديتو، ولكن الموسم الحالي شهد الإنجاز الأكبر والأبرز بالتتويج بالثنائية والتأهل إلى نهائي دوري الأبطال، عودة بيرلو إلى ملعب برلين تحمل الكثير للنجم الايطالي، تذكره بالتتويج الأهم في حياته عندما عانق الذهب المونديالي تحت قيادة مارتشيللو ليبي في عام 2006 .
وتكمن المفارقة أن العودة إلى برلين تأتي تحت قيادة اليغري .. الرجل الذي كانت له كلمة مؤثرة في طرد بيرلو من بيته في وقت سابق كان الأسوأ في حياته، وكأن الأقدار أرادت أن يجتمع الثنائي مرة أخرى على رهان أكبر .. وفي الطريق إلى برلين واجه بيرلو التحدي الأكبر في مسيرته عندما قابل أنشيلوتي، الرجل الذي فجر موهبته وأزاح عنه التراب ليسطع نجمه بقميص ميلان .
وجد بيرلو نفسه في وضع لا يحسد عليه .. فهو مطالب الآن بالإطاحة بأنشيلوتي الذي صنع معه مجد ميلان، ويتم ذلك بالتعاون مع اليغري الذي دمر مسيرته مع نفس الفريق !

اقرأ أيضا

المغرب ودول إفريقيا وآسيا

ما هي الأبعاد الاستراتيجية للعلاقة بين المغرب ودول إفريقيا وآسيا ؟

خلال السنوات والأشهر الأخيرة، أحدث الملك محمد السادس نقلة نوعية في العلاقات الثنائية بين المغرب ودول إفريقيا وآسيا كما يظهر ذلك مقال لجون أبي نادر.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *