في إطلالته التلفزيونية الأخيرة،على شاشة قناة “ميدي 1 تي في”، وبالضبط في برنامج “ساعة للإقناع”،أثار محند العنصر، الأمين العام للحركة الشعبية، مجموعة من الملفات، التي يستوجب الأمر الوقوف عندها، وخاصة مسألة التناوب على تسيير دفة شؤون الحزب.
ويبدو أن هذا الحزب مقبل على أيام صعبة، في انتظار الحسم في موضوع خلافة محند العنصر، الزعيم الحالي الذي أعلن في البرنامج المذكور عن تفكيره في التنحي مستقبلا عن منصب الأمانة العامة لحزب “السنبلة”، لتجديد القيادة الحزبية وإعطائها دفعة جديدة من خلال تغيير الوجوه التي أطالت المكوث في الواجهة.
ولاشك أن قرار العنصر سيفتح المجال واسعا داخل صفوف “الحركة الشعبية”، للتسابق نحو الأمانة العامة من طرف بعض الأسماء التي بدأت بعض المصادر في تداولها، باعتبارها وجوها مرشحة، تطمح للوصول إلى هذا المنصب السياسي، في أفق عقد المؤتمر الوطني المقبل في المدى الزمني القريب.
وقد أقدم العنصر على هذا القرار بعد أن عمر طويلا على رأس الحركة الشعبية،لمدة تقارب الثلاثين سنة، وظل اسمه يتكرر عند كل محطة سياسية تشهدها البلاد، وزيرا مسوؤلا على عدد من القطاعات العمومية، من بينها وزارة الداخلية، وآخرها حقيبة وزير الشباب والرياضة، علما أنه تجاوز السبعين من عمره، قبل أن تحمله التطورات السياسية، إلى منصب رئيس مجلس جهة فاس ومكناس، الذي يزاوله حاليا، والذي أهله أيضا ليكون رئيسا لجمعية رؤساء الجهات، البالغ عددها 12 جهة،حسب التقسيم الجهوي الجديد.
وفي صدارة الأسماء التي يجري تداولها حاليا لخلافة العنصر على رأس الأمانة العامة لحزب الحركة الشعبية، يبرز إسم محمد حصاد، وزير الداخلية سابقا، والتربية الوطنية والتعليم العالي حاليا، كمرشح قوي محتمل، رغم حداثة التحاقه بحزب السنبلة، الذي تزامن مع التعيين الجديد للحكومة الحالية.
وإذا كان محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة سابقا، الذي ارتبط اسمه كثيرا بفضيحة ما بات يسمى ب”فضيحة الكراطة” في مركب الأمير مولاي عبد الله، بالرباط، يمني نفسه بخلافة العنصر، فإن هذا الطموح غدت تكتنفه عدة صعوبات، ربما تجعل تحقيقه أمرا مستحيلا، وقد يقنع بالبقاء منسقا للأمانة العامة لحزب الحركة الشعبية، ومنسقا أيضا لإدارتها، وكذا اللجان التابعة لها،إضافة إلى مقعده في البرلمان، وحصوله على منصب النائب الخامس لرئيس مجلس النواب الحبيب المالكي .
وفي ظل كل ذلك، فإن السؤال الذي بات مطروحا اليوم، هو :لمن يسير اتجاه الريح؟ هل لمحمد حصاد،أم لمحمد اوزين، وإن كانت حظوظ الأخير قليلة؟
الجواب الحاسم تحمله الأيام القادمة عند عقد المؤتمر الوطني ، الذي من المنتظر تنظيمه في الشهور القليلة المقبلة، والذي قد يسفر أيضا عن ظهور وجوه جديدة قد تدخل هي الأخرى مضمار السباق نحو الأمانة العامة لحزب الحركة الشعبية.