يعاني المغرب باستمرار من نقص حاد في مخزون الدم بشكل يدعو إلى لفت انتباه الجميع،من خلال خطاب إعلامي جديد لتلبية حاجيات مراكز تحاقن الدم في مجموع أنحاء البلاد،من هذه المادة الأساسية والحيوية،التي ترتبط بها حياة الكثيرين من المواطنين،الذين قد يكون نبض قلوبهم متوقفا عليها،إما بسبب المرض،أو بعد عملية جراحية،أو نتيجة لوقوعهم كضحايا لحوادث السير على الطرقات.
القائمون على مراكز تحاقن الدم يشتكون هذه الأيام بصوت عال من انخفاض متزايد في أكياس الدم، نتيجة تزايد الطلب عليها من حهة،ولتقلص اقبال المواطنين على التبرع بدمهم من جهة ثانية،بدليل أن عدد المتبرعين طيلة هذا العام، الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة نهاية الشهر الجاري، واستنادا لمصادر رسمية،لم يتجاوز 300 ألف شخص فقط،من مجموع أكثر من ثلاثين مليون نسمة.
والنتيجة،حسب العديد من المعطيات الواردة في التقارير،بمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالدم، الذي يحتفل به المجتمع الدولي،أن احتياط المملكة المغربية من مخزون الدم،يكاد لايكفي للاستجابة لحاجيات أسبوع واحد،فقط،لاغير.
هذا الواقع،يطرح أكثر من علامة استفهام واندهاش،وذلك على اعتبار أن حجم الإقبال على التبرع بالدم،يعتبر حتى الآن ضعيفا نظرا لعدم قيام مختلف وسائل الإعلام بدورها في تعميق الوعي وسط المواطنين، والتحسيس بأهمية المساهمة العفوية والتلقائية في هذا المجهود الوطني الذي يروم إنقاذ حياة مرضى يعانون ظروفا صحية مؤلمة،ويحتاجون لقطرة دم لإنقاذ حياتهم من شبح الموت.
وعلى امتداد خريطة المملكة المغربية وشساعتها،لاتتوفر البلاد سوى على 16 مركزا لتحاقن الدم،ورغم قلتها، فهي تشكو دفء الإقبال عليها من المواطنين الذين لاشك في أنهم يتصفون بالأريحية والسخاء ومشاعر التضامن مع غيرهم،عند الحاجة،ولكن ما ينقصهم هو تحفيزهم على العطاء،عبر منابر الإعلام،مرئية ومسموعة ومكتوبة.
أكيد أن التجاوب سوف يكون بحجم الطموح،لو كانت هناك بالفعل رؤية استراتيجية دائما قصد جعل التبرع بالدم في صميم حملات إعلامية،بنفس جديد،وشكل حديث،بعيدا عن لغة الخطاب الرسمي،قريبا من الحس الإنساني النبيل، الذي يحرك نزعات البذل في أعماق النفس البشرية.
وبالإضافة للإعلام، بكافة وسائله،فإن للمدرسة أيضا،باختلاف مستوياتها الدراسية، دورها في تكريس ثقافة التبرع بالدم عند الناشئة، حتى إذا شب عودها،وأصبحت قادرة على العطاء،سارعت إلى تلبية نداء الواجب الإنساني في التعاطف مع الآخرين، عن طريق منحهم قطرة دم قد تكون هي فرصتهم الأخيرة في البقاء على قيد الحياة.
للمزيد من التفاصيل:مركز التحاقن يدعو لمواجهة النقص الحاد في الدم بالمغرب