استأثر موضوع إطلاق الرصاص على المجرمين باهتمام كبير لدى المواطنين المغاربة خلال الأيام الفائتة، خصوصا بعد أن تسبب هذا التصرف في مقتل شخصين في حادثين منفصلين، كان آخرها مقتل شاب عشريني برصاص الأمن ضواحي مدينة بني ملال، حيث هدد حياة المواطنين وخرب ممتلكاتهم باستعمال سيف ورفض الامتثال لأوامر رجال الشرطة.
هذا الاهتمام، سرعان ما انتقل إلى الفضاء الأزرق (فايسبوك). هناك تباينت الآراء بين مؤيد لاستخدام رجال الشرطة لأسلحتهم الوظيفية لكبح جماح هؤلاء “المشرملين”، الذين يمثلون خطرا على حياة وسلامة المواطنين، وبين من يرى أن إطلاق الرصاص أمرا ليس بالسليم للقضاء على ظاهرة الإجرام.
النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعية، أطلقوا مؤخرا وبالتزامن مع هذه الحوادث، دعوات تناشد رجال الأمن التحلي بالصرامة اللازمة واعتماد مقاربة أمنية حازمة تعتمد إطلاق الرصاص لإيقاف المجرمين واللصوص والمشرملين.
“لا توجد في نية أي رجل أمن بالمغرب قتل المواطنين ولو كان مجرما”. يقول محمد أكضيض الإطار الأمني المتقاعد والخبير في القضايا الأمنية بالمغرب في تصريح لـ مشاهد24، ثم يردف قائلا: “استعمال الشرطة لأسلحتها الوظيفية يدخل في إطار الدفاع الشرعي عن حياة المواطنين الذين عادة ما يتصلون بالرقم 19 لطلب النجدة، وأيضا للدفاع عن حياته المعرضة دائما للخطر وهو يكون بمثابة الخيار الأخير، خصوصا إذا استنفذ رجال الشرطة كل الطرق لإيقاف المجرمين”.
وتابع أكضيض وهو يفسر الأسباب التي جعلت رجال الأمن يقدمون على هذه الخطوة، “بعد سنة 2000 الجريمة تغير شكلها وتداعياتها، واستفحل العنف بشدة في الأحياء الشعبية لاسيما الهشة منها، ووجد شباب هذه المناطق ملاذهم في السيوف لتلبية رغباتهم وفرض قوتهم بنزع ممتلكات الغير تحت تأثير المخدرات وأو دونها”.
وفي اعتقاد الخبير الأمني، فإنه يجب إعادة تعديل القانون الجنائي بما يتيح معاقبة البائعين للسيوف بسوء نية، أو الحدادة لأنهم النواة الأولى لانطلاق هذه الجرائم التي غالبا ما يذهب ضحيتها مواطنون أبرياء، وبالتالي “فأسباب استعمال رجال الأمن لأسلحتهم الوظيفية قد تكون صائبة لأننا لسنا في عهد السيبة، وترك الجريمة تنتشر سيبعث على عدم الارتياح في نفسية المواطن”.
ولفت المتحدث ذاته، أن رجل الأمن المغربي القديم “كان لا يتوفر على السلاح، وحتى إن كان بحوزته فإنه يكون من “موديل” قديم وربما يكون غير مشغل، لكن اليوم أصبح رجل الأمن ضحية بدوره للمشرملين واللصوص، حيث لقي أزيد من شرطي حتفه على يد هؤلاء وكان من الضروري أن تتغير المقاربة، ويتوفر رجل الأمن على سلاح يحميه ويحمي به الناس فالضرورة دعت إلى ذلك لحماية المواطنين”.