الرئيسية / إضاءات / بالصور. من يفتح الطريق أمام كنوز الأطلس؟؟!
كنوز الأطلس

بالصور. من يفتح الطريق أمام كنوز الأطلس؟؟!

حملت الانتخابات الجماعية الأخيرة التي أجريت في بداية سبتمبر الماضي، بداية تنزيل مفاهيم ومقررات الجهوية المتقدمة، كما جاءت بها نصوص دستور 2011. تنزيل لا يزال في بداياته، ومجالس جهوية تتلمس أولى خطوات طريقها، ومنتخبون لم يتأقلموا بعد مع أدوارهم الجديدة، هذه أبرز خلاصات الشهور العشرة الأولى من عمر هذه التجربة.

وبالتوازي مع هذا المستجد، يمكن تسجيل الاهتمام الرسمي بتجسيد التوجيهات الملكية التي تركز على ضرورة إعطاء الأولوية لمشاريع الطرق، لفك العزلة من جهة وتمكين آلاف متزايدة من السكان من المشاركة والانتفاع بالعملية التنموية الجارية ببلادهم، ولدفع الاستثمارات قدما عبر تشجيع تنمية وترقية البنية التحتية الطرقية والطاقية في مختلف جهات المملكة. أولوية حظيت منها الطرق القروية بنصيب وافر، وذلك تبعا لما تسطره كل جهة من جهات المملكة، لاسيما تلك التي تحظى بمساحات شاسعة، وبالخصوص منها من تخترقه جبال الأطلس وسط وجنوب المملكة، بتضاريسها الوعرة، ووجود العديد من القرى في حالة عزلة تامة، أو جزئية موسمية (مواسم الثلوج والأمطار).

“مشاهد24” عاشت جانبا من التجربة، وعاينت الصعوبة النسبية التي يعيشها سكان أحد مناطق الجنوب المغرب كنموذج، ونقصد المناطق الواقعة في حضن جبال الأطلس والتابعة لجماعة “أيت بوكماز”، بما فيها قرى “أيت محمد”، و”أيت عباس”، و”أيت بولي”، و”تابانت”، و”أكرض نوزرو”،، وغيرها. وتأتي الصعوبة المقصودة، من الحالة السيئة لمقاطع عديدة من الطريق الواصلة بين مدينة أزيلال وجماعة تابانت، سواء تلك التي تمر عبر قريتي “أيت محمد” و”زاوية أحنصال” أو تلك المارة عبر “أيت عباس” و”أيت بوكماز”. طريق ضيقة بالكاد تتسع لسيارة واحدة، منعرجات خطرة لا توجد في جوانبها وسائل حماية تقي البشر والسيارات من السقوط في هوة جبال الأطلس الساحقة، ويزيد من صعوبة السياقة فيها وجود أجزاء عديدة مكسرة ومليئة بالحفر، بشكل يجعل السيارات المختلفة تحتاج إلى أزيد من ساعتين من أجل قطع المسافة التي لا تتعدى 75 كيلومتر.

bougemmaz3

bougemmaz5bougemmaz3bougemmaz2

ويزيد من حدة الأزمة، أن سكان هذه المناطق يفتقرون لأي دخل سوى من جراء بيع منتجاتهم الفلاحية المحدودة أساسا بالكركاع، التفاح، وبعض اللوزيات، واحتياجهم للوصول إلى أزيلال، أو بدرجة أقل إلى دمنات، من أجل الحصول على أبسط الخدمات الإدارية أو الطبية أو المالية. حالة الطرق السيئة، تحول كذلك بينهم وبين التمتع بخيرات كنز سيغير وجه المنطقة في حال أحسن استغلاله، ونقصد: السياحة.

bougemmaz7 bougemmaz6

إن إصلاح الطرق الواصلة إلى قرى وقصبات جبال الأطلس، من شأنه أن ينقل سكان هذه المناطق المهمشة إلى مستوى معيشي آخر، حيث سيفتح أمامهم أبواب الاستفادة من أموال السياح المغاربة والأجانب. مغاربة لا يستطيع معظمهم حتى تخيل السحر والجمال الذي تتمتع به هذه القصبات والواحات. جمال طبيعي خلاب يجعل العشرات من الأجانب يتجشمون عناء القدوم إلى هذه المناطق رغم الصعوبات التي يتكبدونها. انفتاح في وجه السياحة، سيشجع العشرات من المواطنين على تحويل منازلهم التقليدية إلى مراكز إيواء محترمة، مع بناء عشرات المراكز الأخرى حتى تستطيع تلبية الطلب المتزايد المنتظرعلى المنتوج السياحي لهذه المناطق.

bougemmaz1

أما في فصل الشتاء، ومع تسبب الثلوج في قطع عشرات الطرق وعزل عدد كبير من القرى الأطلسية، فتبدو الحاجة الإنسانية أكثر من ملحة من أجل المساهمة في ربط أهالي هذه المناطق بالعالم الخارجي، والتخفيف من آثار عزلتهم، وهو ما يزيد قضية صيانة وتوسيع وحماية الطرق الرئيسية المنتشرة في جبال الأطلس راهنية وأهمية، وتلبيتها قضية وطنية وأولوية تنموية بامتياز. فهل يجد أهالي هذه المناطق ضالتهم في تنزيل مضامين الجهوية المتقدمة؟ هذا هو السؤال الذي ينتظرون إجابته بفارغ الصبر.