أصاب الخوف والهلع الملايين من الأشخاص حول العالم بسبب الأنباء التى يتم تداولها حول فيروس “زيكا”، وما أثير حول انتشاره فى العديد من الدول بقارتى أمريكا الشمالية والجنوبية، وانتشاره فى 17 دولة، وتسببه فى حدوث تشوهات للأجنة حال إصابة الحوامل به.
وشعر الكثير من المصريين بالقلق، خوفاً من انتقال فيروس زيكا إلى مصر، ولذا نحاول تسليط الضوء خلال هذا التقرير على هذا الفيروس، ونتعرف سوياً على كيفية انتقاله للإنسان والأعراض التى تظهر حال الإصابة به والعلاجات المتاحة، والاحتياطات التى يجب اتخاذها للوقاية منه.
ومن جانبه، أشار الدكتور خالد مصيلحى رئيس قسم العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية، إنه ظهرت مؤخراً موجة جديدة لفيروس زيكا فى البرازيل وكولومبيا وبعض مناطق بأمريكا الجنوبيه وأمريكا الشمالية، أصدرت منظمة الصحة العالمية على إثرها بعض التحذيرات لمنع انتشار هذا الفيروس فى أماكن أكثر فى العالم.
وتعتبر تلك هى الموجة الثالثة لهذا الفيروس بعد جائحة 2007 فى منطقة المحيط الهادى، والجائحة الثانية فى 2013 ببعض الأماكن فى فرنسا، وأخيرا موجة أمريكا الجنوبية فى البرازيل وكولومبيا أواخر عام 2015 .
أعراض المرض :
وأشار مصيلحى إلى أن أعراض المرض تظهر بعد لدغة البعوضة الحاملة للفيروس بأيام قليلة، تتراوح بين يومين إلى ثلاثة أيام، والأعراض قد تكون ظاهرة فقط على 20% من الأشخاص المصابين، وتختلف حدة الأعراض من شخص لآخر، وهى تتمثل فى ارتفاع بسيط فى درجات الحرارة وهرش. وقد يصاب بعض الأشخاص بالتهاب شديد فى ملتحمة العين وآلام مبرحة فى العضلات والعظام ما يسمى بتكسير فى العظام، ودائما يكون المريض منهك القوى أثناء ظهور الأعراض، وقد تستمر الأعراض مابين يومين إلى سبعة أيام تبعا لقوة الجهاز المناعى للمريض.
المخاطر التى قد يتسبب فيها:
وأما بخصوص المخاطر والأضرار التى قد يتسبب فيها، فأوضح أستاذ العقاقير والنباتات أن فيروس زيكا ضعيف ولا يسبب الوفاة ولا أى مشاكل صحية أو مضاعفات إلا عند الأشخاص ذوى المناعة الضعيفة وكبار السن والمرضى الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة.
ولكنه أردف أن الفيروس يعتبر خطيرا فقط بالنسبة للمرأة الحامل، لأن تعرضها للإصابة، قد يؤدى إلى ولادة طفل بجمجمة صغيرة جداً مقارنة بحجم الجسم لعدم اكتمال نمو المخ .
العلاج :
وفيما يتعلق بالعلاج، فأشار الدكتور خالد مصيلحى أنه لا يوجد حتى الآن أى علاج أو مصل وقائى لهذا الفيروس، لافتاً أنه يجب على الشخص المصاب أن يلتزم الراحة فى السرير مع تناول الكثير من السوائل الدافئة لمنع حدوث الجفاف، وخاصة المشروبات التى تحفز الجهاز المناعى كالزنجبيل المحلى بعسل النحل والمضاف له القليل من الليمون والزعتر والقرفة والشاى الأخضر.
كما يفضل تناول عقار الباراسيتامول فقط كخافض للحرارة أو مسكن للآلام التى يتسبب فيها هذا الفيروس، ولا يفضل استخدام بقية مخفضات الحرارة المعروفة باسم مضادات الالتهاب غير الإستيرودية مثل الابيوبروفين والديكلوفيناك وغيرها، لأنها تزيد من سيولة الدم مما يتسبب فى انتشار اوسع للفيروس، وقد يسبب النزيف.
احتياطات لمنع دخول فيروس زيكا :
وفيما يتعلق بالاحتياطات اللازمة لمنع فيروس زيكا من دخول مصر والحول دون انتشاره بين المواطنين، فأشار الدكتور خالد مصيلحى أن هذه الاحتياطات والمحاذير تشمل:
1- البدء فورا فى محاربة أماكن تجمع البعوض والقضاء على المستنقعات الراكدة وأماكن تجمع القمامة قبل دخول فصل الصيف وانتشار البعوض لأنه الناقل الوحيد للمرض.
2- على سلطات الحجر الصحى بالمطارات كتابة إرشادات جديدة للقادمين من البلاد الموبوءة بالفيروس، وطلب تحليل دم لخلوهم من المرض خاصة أن معظم المصابين قد لا يظهر عليهم الأعراض.
3- إجراء تحليل فورى للمصابين بالتهاب فى ملتحمة العين وقادم من الأماكن الموبوئة لأن الالتهاب قد يكون سببه فيروس زيكا.
4- تجهيز ادوات وتحاليل الكشف عن الفيروس فى الدم بسلطات الحجر الصحى للكشف عن الحالات المشتبه فيها.
5- عزل أى مريض بالفيروس فى منزل بعيدا عن أماكن البعوض لأن الشخص نفسه لا ينقل الفيروس، ولكن لو تعرض للدغة بعوضة خلال فترة الإصابة (حوالى سبعة ايام منذ بدأ الإصابة) قد تقوم هذه البعوضة فى نقل الفيروس لعشرات آخرين.
6- على الحوامل توخى الحذر من لدغ البعوض حتى لا يتعرض الجنين لعدم اكتمال نمو المخ لو اصبن بلدغة بعوضه ناقله للفيروس. 7- علينا تقوية جهازنا المناعى بمضادات الأكسده والسلطة الخضراء والفواكه الطازجة لأن الفيروس ضعيف، ولا يستطيع مهاجمة الجهاز المناعى القوى.