شهدت قاعة الفقيه المنوني بمدينة مكناس مؤخرا تقديم عرض مسرحي استثنائي بجميع المقاييس.
والاستثناء هنا ليس مجرد إثراء أو مدح مجاني بل هو قراءة متأنية في مسرحية جمعت مابين الكتابة الوصفية والانسيابية في السرد وبناء الحكي والتقطيع المشهدي للأحداث واللغة العامية الراقية.
الكاتب في مسرحية ” الخلالة”، حسب مراسلة تلقى موقع ” مشاهد 24″ نسخة منها، خلق شخوصا تمتح وجودها من الطبيعة والنباتات : أزير. زعتر.أركانة.زيتونة…
أشخاص غير عاديين لنص غير عاد، يضيف المصدر ذاته، فانسيابية الحكي الدرامي جعلت الشخوص يخرجون من رحم القصة عكس أن يقحموا فيها لننسى أنهم مؤديين لادوار كتبت بل أقنعونا أنهم حقيقيون.
وهنا تبرز حنكة المخرج في إدارة الممثلين ،أقصد الراقصين، يضيف كاتب المراسلة، لأن لا ممثل في المسرحية فكل الأشخاص راقصون استطاعوا أن يفسحوا للجسد مجالات أوسع وانسيابية أكثر وتعبيرا أمتعنا وأقنعنا لتصبح الحركة لغة والرقصات جملا وحالات ومشاهد.
الملابس والاكسيسوارات جمعت مابين التقليدي والعصري بتنسيق ذكي للألوان والأشكال، مما خلق توازنا تشكيليا ومتعة بصرية خلال العرض.
الإنارة كانت مختزلة لصالح العرض وأعطت لمختلف الفضاءات طابعا ولونا خاصا بها :الغابة. الشجرة العجيبة.المغارة.البيت. الإضاءة أضافت بعدا دراميا ثانيا للنص.
الموسيقى، هنا ليست الموسيقى وحدها، بل التسجيل الصوتي و الميكساج المحترف واختيار المقاطع الموسيقية وطريقة الأداء الصوتي المحترف بكل الأحاسيس والحالات.
مسرحية الخلالة متعة بصرية عمق في البناء الدرامي وروعة في الأداء.
أما عن البعد التضامني، فمسرحية الخلالة جاءت لتقلص الهوة والفرق بين أطفال المدن والقرى وتخلق قنطرة للتواصل والتضامن الفعلي المباشر. كيف سوف يتم ذالك؟
فطفل المدينة باقتنائه تذكرة فهو يقتني بشكل مباشر تذكرة إضافية مجانية للطفل في العالم القروي، زيادة على هدية او هبة عبارة عن كتب أو لعب أو لوازم مدرسية لتقوم جمعية آفاق المغرب بتوزيع الهدايا وتقديم العرض المجاني لأطفال العالم القروي.
الخلالة هي مسرحية تحت شعار “لتكن الابتسامة ابتسامتين”.
الورقة التقنية:
المسرحية من تأليف- كوريغرافيا-إخراج/عبده جلال
إدارة الإنتاج/ نادية المحمدي.
العلاقات العامة و التواصل/نور الهدى ساكت.
الملابس/فاطمة الزهراء الحيان.
المحافظة العامة/ ياسين ياسين.
تشخيص:مهدي مفيد- محمد بوهلال- مدران نبيل- نهيلة سيسطروم-عبدالجليل المكناسي- محسن علوش-حاتم التلمساني- شاكا الفاسي.