خطوة جريئة تلك التي أقدمت عليها المخرجة الفلسطينية تغريد سعادة، بإقدامها على إنجاز فيلم وثائقي يقدم بالصورة والصوت ما يجري في مخيمات تيندوف التي تسيطر عليها البوليساريو، حيث يعاني السكان المحتجزون الشيء الكثير، نتيجة لحرمانهم من جميع أبسط مظاهر الحياة الكريمة.
ويتطرق الفيلم بكثير من الدقة والحبكة الفنية للأوضاع المزرية التي يعيشها الصحراويون المحتجزون المتعطشون إلى معانقة فضاء بلدهم المغرب، رغم الأسلاك الشائكة والحواجز المحيطة لمنعهم من أي تحرك خارج المخيمات.
وقد أجمع كل الذين شاهدوا الفيلم ، وعنوانه ” العائدون”،على أن مخرجته توفقت في رسم الصورة لواقع الحال في الحال بكل أبعادها وجوانبها المعتمة التي تحاول البوليساريو إخفاءها عن الرأي العام الدولي، وخاصة فيمت يتعلق بمحاولات سكان مخيمات تيندوف.
ويتطرق الفيلم الوثائقي لشهادات ولقاءات مع مسؤولين، وفاعلين في مجال في حقوق الإنسان.
ومن المتوقع أن يعرض هذا الشريط، الذي أنتجته شركة رام للإنتاج في كندا لأول مرة في رام الله ومدن فلسطينية أخرى، ولكن بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة تم تأجيل العرض.
كما تجري اتصالات لعرضه في الأردن والكويت والهند وكندا في ديسمبر/كانون الأول.
وفي تصريحات نسبت إليها، قالت المخرجة تغريد سعادة إن الفيلم يركز على الجانب الإنساني في القضية من خلال ثلاث قصص لعائدين من مخيم تندوف.
وبلغة صريحة وواضحة، تحدث الصحراويون في الوثائقي عن رحلتهم والمصاعب التي واجهوها أثناء العودة إلى الوطن.
وعلى امتداد 24 دقيقة، هي عمر الفيلم الوثائقي، يستعرض هذا العمل الفني شهادات المشاركين ويوجه انتقادات حادة لجبهة البوليساريو ويميل للمقاربة المغربية لحل الأزمة، التي تعتمد مخطط الحكم الذاتي كحل واقعي لقضية الصحراء.
يذكر أن تغريد سعادة كندية من أصل فلسطيني، وهي عضوة مجلس إدارة أكاديمية الفنون بفلسطين، وأنتجت وأخرجت عددا من الأفلام الوثائقية من الناصرة و أطفال من فلسطين ، وسلسلة من أربعة أفلام وثائقية قصيرة، هي فلسطين خلف القضبان ، الضيوف و الرصاص المصبوب و كندا وطن جديد بجزأيه الأول والثاني.
ومن هنا، واعتبارا لهذا الرصيد الفني الكتميز، فإن وثيقتها الفنية تكتسي أهمية خاصة، نظرا للرؤية الفنية التي اعتمدتها، وذلك باستنادها إلى الحقيقة التاريخية والجغرافية بشكل أساسي.
وقالت تغريد سعادة إيماناً مني بالحرية، وكوني فلسطينية، أرى أن مشكلة الصحراء في المغرب، التي دامت قرابة أربعة عقود، يجب حلها، لأنها تتعلق بمصير أجيال .
واضافت المخرجة الفلسطينية رأيت من الضرورة تسليط الضوء على أفق الحل، كما أن الفيلم يقدم إضاءة للقضية أمام الغرب، ما يسهم في تعديل أو تغيير بعض الصور النمطية .
ويضاف هذا الفيلم الوثائقي الجديد إلى سلسلة أفلام افلام عربية فضحت حقيقة حركة البوليساريو الانفصالية، واكدت بالحجة والبرهان والادلة التاريخية انها حركة تسعى لتحقيق مارب ومصالح ذاتية منذ بدايات نشأتها، قبل أربعين سنة، من خلال استغلالها للمساعدات الإنسانية التي تنحرف عن مسارها، لتصب أموالا في جيوب قادة هذه الجبهة الانفصالية.