نشر الكاتب المغربي المعروف، الطاهر بنجلون، مقالا بموقع مجلة “لوبوان” الفرنسية تحدث فيه عن فقيد الأدب العالمي، الإيطالي أمبرطو إيكو.
بنجلون ذكر أنه التقى المبدع الإيطالي آخر مرة في ميلانو يوم 23 نونبر من العام الماضي عند ناشرتهما المشتركة، إلزابيتا سغاربي.
حينها كانت سغاربي قد تركت للتو دار النشر المعروفة في إيطاليا، “بومبياني”، بعدما تم شراؤها من قبل عائلة رئيس الوزراء الإيطالي السابق والمليونير سيلفيو برلسكوني، وهو ما دفع إيكو إلى إنفاق ملايين الدولارت من أجل إنشاء دار نشر جديدة.
“نعم، لقد كان تصرفا جنونيا. لكن، لكي يظل المرء شابا، عليه أن يتجرأ على القيام بتصرفات جنونية”، يقول إيكو على لسان الروائي المغربي.
صاحب رواية”ليلة القدر” و”حرودة” تحدث كيف أن احتمال مرضه ورحيله كان غائبا عنه وعن الفقيد، حيث ضرب الكاتبان موعدا للالتقاء في باريس بعد أعياد الميلاد.
إقرأ أيضا:بنجلون: “نوبل” تتويج لثورة تونسية تسير بخطى ثابتة نحو الديمقراطية
”عندما يتوفى عملاق في المعرفة والنبوغ، يتولد لدينا شعور بالفقر وبأنه تم التخلي عنا”، يقول الطاهر بنجلون، مضيفا أن “معرفتنا سيصيبها عطب خصوصا ونحن نعلم أن إيكو لن يكون حاضرا من أجل شرح اللحظات القوية المصاحبة لإبداعه، والنوايا الخفيفة وراء بعض الصعوبات التي نجدها في القراءة”.
ويسترسل الروائي المغربي في وصف مؤلف رائعة “إسم الوردة” بالقول إن إيكو كان إيطاليا، ولكن كان أيضا أوروبيا وعالميا، مضيفا أن أوضاع بلده خلال العقود الأخيرة أتعبته وهو يرى ما وصلت إليه في عهد “البرلسكونية” وفي ظل ضعف النخب السياسية وجشعها وتواطئها مع المافيا.
أمبرتو إيكو كان موسوعة في متناول الجميع. فهذا الرجل الذي أمضى جزءا كبيرا من حياته في فك شفرات الرموز القديمة والمعاصرة، عرف كيف يجر ملايين القراء نحو عالم نسجه من العلم والخيال والسخرية التي تعتبر أنموذجا لما يمكن أن نسميه “النخبوية للجميع”.
“أمبرتو إيكو كان هو الزمن في حركيته”، يقول الكاتب المغربي وهو يصف واحدا من عمالقة الأدب العالمي المعاصرة، والذي رحل قبل أقل من أسبوع عن عمر 84 سنة.