سعر البصل
رسم عن ارتفاع سعر البصل في يومية" المساء" للفنان عبد الغني الدهوده

سعر البصل . في المغرب ب15 درهما وفي فرنسا ب “يورو”!

من فرنسا، وبالضبط من مدينة بوردو، جاء صوت  مهاجرة  مغربية عبر أمواج الأثير، يفيد مستمعي إذاعة ” شذى إف إم” أن سعر البصل في تلك المدينة هو  “يورو ” واحد فقط، أي ما يعادل 10أو 11 درهم تقريبا، ومن شدة فرحتها اشترت 5 كيلو غرامات دفعة واحدة، على حد قولها.

مقدم البرنامج الذي خصص صباح اليوم حلقة كاملة للحديث عن ارتفاع  أسعار البصل وغيرها من الخضراوات، علق على تدخل المهاجرة المغربية، بنوع من المزاح:” هل لديكم سكن قريب للالتحاق بكم هناك، لأن المعيشة هنا  في المغرب  أغلى!”

ولوحظ خلال متابعة هذا البرنامج، أن أغلب التدخلات عبر الهاتف، كانت من طرف المستمعات، باعتبارهن أنهن الأكثر تضررا من تدهور القدرة الشرائية، لأنهن وحدهن يحملن هموم القفة اليومية، بحكم المسؤولية المنزلية الموكولة إليهن في تدبير ميزانية الأسرة.

مستمعة أخرى، وهذه المرة من مدينة الراشيدية، أو ما كان يعرف سابقا، ب”القصر الكبير”، في جنوب المملكة، عبرت عن تذمرها من غلاء البصل، وذهبت إلى حد  المطالبة من  النساء مقاطعة استعمالها في الوجبات الغذائية، في انتظار ان يعود سعرها إلى ماكان عليه سابقا.

واسثتنكر أحد المستمعين تصدير البصل إلى عدة دول افريقية، فيما رد عليه مقدم البرنامج بأن ذلك يدخل في إطار التزامات المغرب معها، تحقيقا لمبدا التكافل والتضامن، قبل أن يوضح أن من أسباب ارتفاع البصل التقلبات المناخية، وتأخير سقوط المطر، ومضاربات بعض الوسطاء في الأسواق، الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية ضرورة التدخل لوقف هذا المسلسل التصاعدي في الغلاء، الذي امتد ليشمل موادا غذائية أخرى كالقطاني وغيرها.

للمزيد:ارتفاع مهول في أسعار القطاني.. وهذه هي مبررات الحكومة!

ووصل صدى غلاء البصل إلى بعض القنوات التلفزيونية العالمية، ومنها شبكة  CNN  العربية ، التي أوردت في مراسلة لها،  أن  ثمن البصل في المغرب  وصل إلى مستويات قياسية لم يعهدها المغاربة خلال السنوات الأخيرة، إذ بلغ ما بين 13 و15 درهما (1,3 و1,5 دولار) للكيلوغرام الواحد، سواء في الأسواق الشعبية أو الأسواق الممتازة، ممّا جعل الكثير من المغاربة يقلّلون من استهلاكه.

خاتم

رواد الفضاء الأزرق، بدورهم، تناولوا هذا الموضوع، كل من زاويته الخاصة، وفي غالب الأحيان، بنوع من التفكه والتندر، ومنهم  من صنف البصل ضمن الهدايا التي ينبغي تقديمها للعروس في حفل زفافها، إلى جانب الخواتم والأساور الذهبية، واقترح البعض تسمية هذا العام ب”عام البصل”، لغلائه ، على وزن ” عام البون”، الذي عرفه المغرب  في الثلاثينات والأربعينات القرن الماضي، زمن  الحماية الفرنسية والأزمات الاقتصادية، بعد تتابع  سنوات الجفاف ومخلفاتها.

وباعتبار الصحافة مرآة تعكس انشغالات المواطنين، فقد حفلت مؤخرا، الجرائد المغربية اليومية، بعدة تعاليق وملفات حول الغلاء، إضافة إلى رسوم بالكاريكاتير تسخر من هذا الصعود الصاروخي للبصل، الذي تجاوز ثمنه الموز وغيره من الفواكه، وأصبح  يباع ب15 درهما حاليا للكيلو غرام  الواحد، وهو ما يعني ،في رأي المنابر المكتوبة، أنه تضاعف 3 مرات، بعد أن كان في الأيام العادية لايتعدى5 دراهم، وأحيانا أقل بكثير.

ودخل رجل بيته فوجد زوجته، قد هيأت له وجبة تتكون من العدس والبصل وسلاطة من الطماطم، فرفع صوته محتجا، على هذا “الضياع”، وحين استغربت زوجته ذللك مستفسرة عن هذا ” الضياع”، رد عليها بالقول باستنكار:” هيأت لي العدس وسلاطة من البصل والطماطم، هل  تعتقدين أنني وزير؟”

رسم الشرادي

ليست هذه نكتة، ولكنها هي الفكرة  الجميلة التي بنى عليها الفنان خالد الشرادي، رسمه المنشور اليوم، في ركنه ” تقشاب سياسي”، بجريدة ” الأخبار”، بعد ارتفاع أثمان العدس والحمص، عقب البصل.

بنكيران وكريسينا

وفي الصفحة الأخيرة من نفس العدد، ظهر  السيد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، في رسم ثان، وهو يقف أمام كريستين لاغارد، مديرة الصندوق الدولي، يطلب منها  تعويض القروض ب”البصلة”، كتعليق فني من الشرادي بريشته على رواج خبر  عن لجوء المغرب إلى استيراد البصل من أوروبا وأمريكا.

وفي رسم آخر، بالغ الدلالة أيضا، في العدد الصادر اليوم في يومية ” المساء”،أبدع الفنان عبد الغني الدهدوه، مشهدا يفيض سخرية  لجزار وقد وضع “البصلة” أمامه في شكل كبير، إلى جانب اللحوم،  في تلميح ذكي إلى غلائها.

رهام الهور

وبدورها، استلهمت الفنانة رهام الهور، رسامة الكاريكاتير في يومية ” رسالة الأمة”، رسما من خلال الزيادات القياسية في أسعار المواد الغذائية،  التي لم تعد  في متناول   المواطن البسيط، ولا يستطيع   الوصول إليها، نظرا لتدهور قدرته الشرائية.

روابط ذات صلة:البصل يواصل التحليق عاليا في بورصة الأسعار !