شهدت مدينة أضنة التركية حالة طبية نادرة دخلت المراجع العلمية، بعد أن خضع موظف في مستشفى جامعي لعملية قلب معقدة أنهت سنوات من التشخيص الخاطئ.
وفي التفاصيل، عانى حسين إمراه يلديز، وهو أحد العاملين في مستشفى كلية الطب بجامعة تشوكوروفا في أضنة، من مشكلات صحية منذ طفولته بسبب عيب خلقي في الصمام الأبهري.
وخضع في سنوات مبكرة لعمليتين جراحيتين في القلب، إلا أن ضيق التنفس لم يفارقه طيلة 13 عاماً، وبعد فشل محاولات العلاج، جرى تحويله إلى قسم الطب النفسي، حيث شُخّصت حالته على أنها اضطراب هلع، ليتناول أدوية لسنوات بدون تحسن واضح.
وتغير مسار القصة تماماً عندما أجرى يلديز عملية بسيطة لخلع أحد أسنانه، بعدها تعرض لاضطراب في ضربات القلب وتسارع في الخفقان، ما دفعه إلى مراجعة قسم الطوارئ، وهناك خضع لفحوصات دقيقة أظهرت أن المشكلة ليست نفسية كما اعتُقد سابقاً، بل متعلقة بخلل مستمر في الصمام الأبهري تطور إلى حالة خطيرة داخل القلب.
وأحيل المريض إلى فريق جراحة القلب والصدر في مستشفى جامعة تشوكوروفا، وخلال العملية، التي استغرقت نحو 7 ساعات، نفذ الفريق الطبي 3 إجراءات رئيسية شملت إزالة تمدد خطير يعرف بـ”تمدد جيب فالسالفا”، إغلاق المنطقة برقعة من غشاء قلب بقري، ثم استبدال الصمام الأبهري بآخر ميكانيكي بسبب ضعف أدائه، إضافة إلى إصلاح الشريان الأورطي الذي تأثر بالمرض.
واعتُبرت هذه الجراحة سابقة علمية، إذ لم تُسجل من قبل حالة خضعت لعملية ثالثة بسبب تمزق متكرر للتمدد في نفس الموضع داخل القلب، وبهذا، أصبح يلديز أول مريض في العالم ينجو من هذا النوع من العمليات، ما جعله حالة موثقة في المراجع الطبية.
وبعد فترة قصيرة من البقاء في العناية المركزة استمرت 6 أيام، خرج المريض بحالة مستقرة، وأكد أنه تمكن للمرة الأولى منذ سنوات طويلة من التنفس بشكل طبيعي، كما أشار الفريق الطبي إلى أن التعافي يسير بخطوات جيدة، ومن المتوقع أن يعود إلى حياته اليومية في وقت قريب.
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير